للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

من رواية الليث عنه، بل إذا قرأه القارئ يظنُّه من غير رواية أبي الزبير، فنعتقد بسكوته عنه أنه مما لا خلاف في صحته.

وأكثر ما يقع له هذا العمل فيما كان من الأحاديث مما أخرجه مسلم، كأنّها بإدخال مسلم لها حَصَلتْ في حمى من النقد، وهذا خطأ لا شك فيه.

فلْنَعْرِضْ الآن عليكَ أحاديثَ النَّحْوَيْنِ المذكُورَيْنِ، حتى [يَتَبَيَّنَ] (١) ذلك.

١٤٥٢ - ذكر (٢) حديث أبي الطُّفيل الدَّوسِي، من رواية أبي الزبير، عن جابر (٣). وليس من رواية الليث، ولا ممّا ذَكَر فيه سماعه، ولكنه (٤) أبرَزَهُ.

١٤٥٣ - وذكر (٥) من طريق أبي أحمد (٦)، عن أيمن بن نابل، عن أبي الزبير، عن جابر، حديث «الرَّمْلِ والتَّلْبِية عن الصبيان».

وإسناد أبي أحمد إلى أيمن صحيحٌ، فكأنَّ أبا محمّد تبرأ من عهدته بتبيينه أنه من رواية أبي الزبير، عن جابر، من غير رواية الليث، ومما لم يذكر فيها سماعه، وأيمن بن نابل راويه عنه ثقة (٧)


(١) في النسخة الخطية: «نبين»، والمثبت من بيان الوهم والإيهام (٤/ ٢٩٨)، وهو الأظهر هنا.
(٢) بيان الوهم والإيهام (٤/ ٢٩٨) الحديث رقم: (١٨٥١)، وهو في الأحكام الوسطى (٢/ ١٤٠).
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب الدليل على أنّ قاتل نَفْسِهِ لا يُكفّر (١/ ١٠٨) الحديث رقم: (١١٦)، من طريق حماد بن زيد، عن حجاج الصواف، عن أبي الزبير، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو الدَّوْسِيَّ، أَتَى النَّبِيَّ ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ لَكَ فِي حِصْنٍ حَصِينٍ وَمَنْعَةٍ؟ … الحديث، وفي آخره: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : «اللَّهُمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ».
(٤) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٢/ ١٤٠).
(٥) بيان الوهم والإيهام (٤/ ٢٩٨) - (٢٩٩) الحديث رقم: (١٨٥٢)، وذكره في (٥/ ٦٢) الحديث رقم: (٢٣٠٢)، وهو في الأحكام الوسطى (٢/ ٣٥٢).
(٦) أبو أحمد ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (٢/ ١٤٦) في ترجمة أيمن بن نابل أبي عمران المكي، برقم: (٢٤٣)، من طريق سفيان بن عيينة، عن أيمن بن نابل، عن أبي الزبير، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: «حَجَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ ، وَمَعَنَا النِّسَاءُ وَالصَّبْيَانُ، فَلَبَّيْنَا عَنِ الصَّبْيَانِ، وَرَمَيْنَا عَنْهُمْ».
وإسناده ضعيف أيمن بن نابل صدوقٌ يَهِمُ كما في التقريب (ص ١١٧) ترجمة رقم: (٥٩٧)، وأبو الزبير لم يصرّح بالسماع من جابر، وهذا الحديث قد تقدَّم من رواية أشعث بن سوار، عن أبي الزبير، عن جابر، برقم: (١٣٧٧)، وهو الحديث الآتي تلو هذا الحديث.
(٧) أيمن بن نابل الحبشي أبو عمران، وقيل: أبو عمرو المكي، وثقه سفيان الثوري =

<<  <  ج: ص:  >  >>