وأما عبد الله بن أبي سفيان الراوي عنه، فلا يُعرف من هو (١)، وسليمانُ بنُ كِنانة الراوي عن ابن أبي سفيان روى عنه زيد بن الحُباب، وأبو عامر العقدي، وسُئل عنه أبو حاتم، فقال: لا أعرفه (٢). فهذا حال هذا الحديث.
لم يعرض بأكثر من هذا، وهو حديثُ لا يَصحُ؛ فإنه من رواية محمد بن عبد الله بن إنسان، عن أبيه، عن عروة.
(١) عبد الله بن أبي سفيان: هو مولى ابن أبي أحمد، روى عنه جمع كما في تهذيب الكمال (٤٨/ ١٥) ترجمة رقم: (٣٣١١)، وذكره ابن حبّان في الثقات (٧/ ٣٧) ترجمة رقم: (٨٩٠٠) ومع ذلك قال عنه الذهبي في الميزان (٢/ ٤٣٠) ترجمة رقم: (٤٣٥٨): «ولا يدرى مَنْ هو عبد الله في خَلْقِ الله»، وقال عنه الحافظ في التقريب (ص ٣٠٦) ترجمة رقم: (٣٣٦٢): «مقبول»، فتجهيل الحافظين ابن القطان والذهبي له مدفوع برواية الجمع عنه. وقوله في الحديث: «لا يُخْبَط شَجَرُه» أي: لا يُضرب بعضُها ليسقط ورقه. وقوله: «ولا يُعْضَدُ» أي: يُقطع. ينظر: شرح سنن أبي داود، لابن رسلان (٩/ ٢٣٠). (٢) الجرح والتعديل (٤/ ١٣٧) ترجمة رقم: (٦٠١). (٣) بيان الوهم والإيهام (٤/ ٣٢٦) الحديث رقم: (١٨٩٩)، وهو في الأحكام الوسطى (٢/ ٣٤٦). (٤) قوله: «وج» موضع بناحية الطائف. النهاية في غريب الحديث (٥/ ١٥٤). (٥) أخرجه أبو داود في سننه كتاب المناسك، باب في مال الكعبة (٢/ ٢١٥) الحديث رقم: (٢٠٣٢)، من طريق عبد الله بن الحارث، عن محمد بن عبد الله بن إنسان الطائفي، عن أبيه، عن عروة بن الزبير، عن الزبير، قال: لما أقبلنا مع رسول الله ﷺ من لية حتى إذا كنا عند السدرة، وقف رسول الله ﷺ في طرف القَرْنِ الأسود حَذْوَها، … الحديث، وفيه: أنه ﷺ قال: «إنّ صيد وَجَّ وِعضَاهَهُ حَرَمٌ مُحرَّم لله»، وذلك قبل نزوله الطائف وحصاره لثقيف. وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (٣/ ٣٢) الحديث رقم: (١٤١٦)، عن عبد الله بن الحارث المخزومي، به. وإسناده ضعيف، فإنّ محمد بن عبد الله بن إنسان الطائفي ليّن كما في التقريب (ص ٤٩٦) ترجمة رقم: (٦٠٠١)، وقد سُئل عنه أبو حاتم الرازي، فقال: «ليس بالقوي، في حديثه نَظَرُ»، وقال البخاري بعد أن ساق له هذا الحديث: لم يُتابع عليه. ينظر: الجرح والتعديل (٧/ ٢٩٤) ترجمة رقم: (١٥٩٣)، والتاريخ الكبير (١/ ١٤٠) ترجمة رقم: (٤٢٠)، وهو قد رواه عن أبيه عبد الله، وهو لين الحديث أيضًا، كما قال الحافظ في التقريب (ص ٢٩٦) ترجمة رقم: (٣٢١٥). (٦) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٢/ ٣٤٦).