= بإثرها: فهذا قاطع للنزاع من أنه عن المكبّر لا عن المصغر. فإن المكبر هو الذي يكنى أبا عبد الرحمن، وقد أخرج الدولابي هذا الحديث فيمن يكنى أبا عبد الرحمن. كما ذكر الحافظ ابن حجر الحديث في التلخيص الحبير (٢/ ٥٦٩) تحت الحديث رقم: (١٠٧٥)، وقال: «وجزم الضياء (يعني: المقدسي) في الأحكام، وقبله البيهقي، بأنّ عبد الله بن عمر المذكور في هذا الإسناد هو المكبر»، وعبد الله بن عمر العمري المكبّر هذا، ضعيف كما سلف بيانه مرارًا. ولعل هذا الاختلاف في تعيين شيخ موسى بن هلال، سببه موسى نفسه، فهو ليس من الرواة المشهورين، وقال فيه ابن عدي كما تقدم في ترجمته: أرجو أنه لا بأس به. ونسبة الخطأ لموسى بن هلال في إسناد هذا الحديث، نبه عليها ابن عبد الهادي في الصارم المنكي في الرد على السبكي (ص ٢٨)، فقال: «كأن موسى بن هلال حدّث به مرة، عن عبيد الله فأخطأ، لأنه ليس من أهل الحديث، ولا من المشهورين بنقله، وهو لم يدرك عبيد الله، ولا لحقه، فإن بعض الرواة عنه، لا يروي عن رجل، عن عبيد الله، وإنما يروي، عن رجل، عن آخر، عن عبيد الله، فإن عبيد الله متقدم الوفاة، … بخلاف عبد الله؛ فإنه عاش دهرًا بعد أخيه عبيد الله، وكأن موسى بن هلال لم يكن يميز بين عبد الله وعبيد الله، ولا يعرف أنهما رجلان، فإنه لم يكن من أهل العلم، ولا ممن يعتمد عليه في ضبط باب من أبوابه. فقد تبين أن هذا الحديث الذي تفرد به موسى بن هلال، لم يصححه أحد من الأئمة المعتمد على قولهم في هذا الشأن، ولا حسّنه أحد منهم، بل تكلموا فيه وأنكروه، حتى أن النووي ذكر في شرح المهذب؛ أن إسناده ضعيف جدًا». وقد أخرج البيهقي الحديث في شعب الإيمان (٦/ ٥١ - ٥٢) برقم: (٣٨٦٢)، من طريق موسى بن هلال، عن عبد الله العمري، به. وقال بإثره: «وقيل: عن موسى بن هلال العبدي، عن عبيد الله بن عمر»، ثم أخرجه برقم: (٣٨٦٣)، من طريق موسى بن هلال، عن عبيد الله، به. وقال: «سواء قال: عبيد الله أو عبد الله، فهو منكر، عن نافع، عن ابن عمر، لم يأت به غيره». والحديث أخرجه السبكي في شفاء السقام (ص ٨٧)، من طريق الدارقطني به، وصحح الحديث لأنه من رواية عبيد الله المكبر، وموسى بن هلال لا بأس به، تقبل روايته، وهو متابع فيها، وقد ردّ عليه ابن عبد الهادي في الصارم المنكي (ص ٢١ - ٢٢) فقال: «هذا حديث غير صحيح، ولا ثابت، بل هو حديث منكر عند أئمة هذا الشأن، ضعيف الإسناد عندهم، لا يقوم بمثله حُجَّة، ولا يَعتَمِدُ على مثله عند الاحتجاج إلا الضعفاء في هذا العلم، وقد بين أئمة هذا العلم، والراسخون فيه، والمُعتمد على كلامهم، والمرجوع إلى أقوالهم، ضعف هذا الخبر ونكارته، … وكذلك تفرد مثل موسى بن هلال العبدي المجهول الحال، الذي لم يشتهر من أمره ما يوجب قبول أحاديثه وخبره، عن عبد الله بن عمر العمري، المشهور بسوء الحفظ، وشدة الغفلة، عن نافع، عن ابن عمر، بهذا الخبر، من بين سائر أصحاب نافع الحفاظ الثقات الأثبات، مثل: يحيى بن سعيد الأنصاري، وأيوب السختياني، =