هشام، عن أبيه، عن عائشة، أنّها حَمَلتْ ماءَ زَمْزَمَ في القوارير، وقالت:«حَمَلَه رسول الله ﷺ في الأداوي والقُرَبِ»: لا يُتَابَعُ عليه. فاعلمه.
١٤٣٤ - وذكر (١) من طريق عبد الله بن المؤمل، عن أبي الزبير، عن جابر، أنَّ النبي ﷺ قال:«ماءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ له»(٢).
(١) بيان الوهم والإيهام (٣/ ٤٧٧) الحديث رقم: (١٢٤٣)، وذكره في (٤/ ٢٩٩) الحديث رقم: (١٨٥٤)، و (٥/ ١٦٠) الحديث رقم: (٢٣٩٥)، وهو في الأحكام الوسطى (٢/ ٣٣٨). (٢) أخرجه ابن ماجه في سننه كتاب المناسك، باب الشرب من زمزم (٢/ ١٠١٨) الحديث رقم: (٣٠٦٢)، وابن أبي شيبة في مصنفه كتاب الحج، باب في فضل زمزم (٣/ ٢٧٤) الحديث رقم: (١٤١٣٧) وفي كتاب الطب، باب مَنْ كان يقول: ماء زمزم فيه شفاء (٥/ ٦٣) الحديث رقم: (٢٣٧٢٣)، والإمام أحمد في مسنده (٢٣/ ١٤٠) الحديث رقم: (١٤٨٤٩)، والعقيلي في الضعفاء الكبير (٢/ ٣٠٢) في ترجمة عبد الله بن المؤمل المخزومي، برقم: (٨٧٩)، والطبراني في المعجم الأوسط (١/ ٢٥٩) الحديث رقم: (٨٤٩)، والبيهقي في سننه الكبرى، كتاب الحج، باب سقاة الحاج والشرب منها ومن ماء زمزم (٥/ ٢٤١) الحديث رقم: (٩٦٦٠)، من طرق عن عبد الله بن المؤمل، به. وهذا إسناد ضعيف لأجل عبد الله بن المؤمل، وهو: ابن وهب المخزومي ضعيف الحديث كما قال الحافظ في التقريب (ص ٣٢٥) ترجمة رقم: (٣٦٤٨)، وقد تفرد به كما قاله الطبراني والبيهقي بإثر هذا الحديث. وفيه أيضًا أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي، معروف بالتدليس، لكنه صرح بالسماع من جابر عند ابن ماجه، فانتفت شُبهة تدليسه. والحديث ذكره البوصيري في مصباح الزجاجة (٣/ ٢٠٨ - ٢٠٩) برقم: (١٠٦٩)، وقال: «هذا إسناد ضعيف؛ لضعف عبد الله بن المؤمل، … لكن لم ينفرد ابن ماجه بإخراج هذا المتن، فقد رواه الحاكم في المستدرك كذلك، من طريق سعيد بن سليمان، عن ابن عباس، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد … قلت: وله شاهد من حديث أبي ذر، رواه مسلم في صحيحه». قلت: للحديث طرق أخرى وشواهد عديدة يصح بها، منها حديث ابن عباس الذي أشار إليه البوصيري آنفًا، وسيأتي حديث ابن عباس هذا بتمامه مع تخريجه والكلام عليه بعد حديث، برقم: (١٤٣٦). وفي معنى هذا الحديث أيضًا حديث أبي ذر ﵁ في قصة إسلامه، فيما أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب من فضائل أبي ذر ﵁ (٤/ ١١٢٠) الحديث رقم: (٢٤٧٣)، من حديث عبد الله بن الصامت، قال: قال أبو ذر: خرجنا من قومنا غفار … فذكر الحديث مطولا، وفيه أنه ﷺ قال لأبي ذر: ﴿فَمَنْ كَانَ يُطْعِمُكَ؟﴾ قال: قلت: ما كان لي طعام إلا ماء زمزمَ، فَسَمِنْتُ حتى تكسرت عُكَنُ بطني، وما أجد على كَبِدي سُخْفَةَ جُوع، قال: «إنها مباركة، إنها طعام طعم».