هذا ما ذكر من غير مزيدٍ. والغرضُ تَبيين ما أجمل من عِلَّةٍ زيادة «مُسِنٌ». وذلك أنه حديث يرويه الدارقطني هكذا:
حدثنا إسماعيل بن يونس بن ياسين، حدثنا إسحاق بن إسرائيل، حدثنا حسَّانُ بنُ إبراهيم، حدثنا إبراهيم الصائغ، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله ﷺ قال:«في الضَّبُعِ إذا أصابها المُحْرِمُ، جزاءُ كَبْسٍ مُسِنٌ، وتُؤكَلُ».
هذا إسناده، وهو غير إسناد أبي داودَ، وذلك أنّ راوي حديث أبي داود عن جابر، إنما هو عبد الرحمن بن أبي عمار، وهو ثقة (٢)، والحديث مشهور به، ومن طريقه يُعرف.
فأما هذا الذي من رواية عطاء، عن جابر، فمِنْ هذا الإسناد، وإبراهيم بن زياد (٣) الصائغ، راويه عن عطاء، رجل صالح ثقة.
= (١٩٣٨٦)، من طريق حسّان بن إبراهيم، به. وفي إسناده حسان بن إبراهيم: وهو ابن عبد الله الكرماني، وهو صدوق يخطئ، كما في تقريب التهذيب (ص ١٥٧) ترجمة رقم: (١١٩٤). وقد خالفه من هو أوثق منه، فلم يرفعه، فقد روى هذا الحديث هشيم بن بشير الواسطي، قال: أخبرنا منصور، هو ابن زاذان، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله، قال: «قضى في الضبع بكبش». فلم يرفعه، ولم يقل فيه: «مُسِنٌ». أخرجه ابن خزيمة في صحيحه، كتاب المناسك، باب ذكر جزاء الضبع إذا قتله المحرم (٤/ ١٨٢) الحديث رقم: (٢٦٤٧)، والبيهقي في سننه الكبرى، كتاب الحج، باب فدية الضبع (٥/ ٢٩٨) الحديث رقم: (٩٨٧٥). وهشيم بن بشير الواسطي ثقة ثبت كثير التدليس، كما قال الحافظ في التقريب (ص ٥٧٤) ترجمة رقم: (٧٣١٢)، وقد صرّح بالتحديث عن منصور بن زاذان، فانتفت شُبهة تدليسه، ومنصور بن زاذان ثقة ثبت عابد كما قال الحافظ في التقريب (ص ٥٤٦) ترجمة رقم: (٦٨٩٨) وقد أورد الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال (١/ ٤٧٧) هذا الحديث المرفوع، في ترجمة حسان بن إبراهيم الكرماني، برقم: (١٨٠١)، وقال: «هذا حديث منكر، تفرد به حسان، ولا سيّما بقوله: مُسنّ؛ فإنه لا يتابع على ذلك». (١) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٢/ ٣٣٠). (٢) قال عنه الحافظ في التقريب (ص ٣٤٤) ترجمة رقم: (٣٩٢١): «ثقةٌ عابد». (٣) في النسخة الخطية وفي بيان الوهم والإيهام (٣/ ٤٧٣): «بن زياد»، وهو خطأ، صوابه: «بن ميمون»، فإنّ إبراهيم الصائغ المذكور في إسناد هذا الحديث هو إبراهيم بن ميمون الصائغ، =