للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عن أبي هريرة، عن النبي ، قال: «الجراد من صيد البحر»، ثم قال: إنه وهم. ثم قال:

حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، عن ميمون بن جابان، عن أبي رافع، عن كعب، قال: «الجراد من صيد البحر».

فمعتمده إذن إنما هو مخالفة موسى بن إسماعيل التبوذكي لمحمد بن عيسى بن الطباع، وكلاهما ثقة حافظ (١)، فالتبوذكي رواه عن حماد (٢)، فجعله من كلام كعب، وابن الطباع رواه عنه، فجعله من كلام النبي ، ولا بعد في أن يكون عند حماد فيه الأمران (٣)، فيرويهما عنه الرجلان.

فأما ما اعتمده أبو محمد في تضعيفه من كون موسى بن جابان لا يحتج به، [فهو] (٤) شيء سببه أنه رآه في المواضع التي [يفزع] (٥) إليها فيه وفي أمثاله مذكورا برواية حماد بن سلمة عنه [فقط، مهملا] (٦) من الجرح والتعديل، فاعتقده مجهولا كفعله فيمن لا يروي عنه أكثر من واحد، وقد بينا فيما سبق أن من هؤلاء من يكون ثقة، وقد قبل هو جماعة منهم لما وثقوا، وإن لم يرو عن أحدهم إلا واحد، وميمون هذا قد قال فيه الكوفي: إنه بصري ثقة. ذكره في كتابه (٧)، فاعلمه، والله أعلم.


(١) الأمر فيهما كما ذكر، فموسى بن إسماعيل المنقري، أبو سلمة التبوذكي، ثقة ثبت، كما في التقريب (ص ٥٤٩) ترجمة رقم: (٦٩٤٣)، ومحمد بن عيسى بن نجيح البغدادي، أبو جعفر الطباع، ثقة فقيه كما في التقريب (ص ٥٠١) ترجمة رقم: (٦٢١٠).
(٢) حماد المذكور في هذا الإسناد: هو ابن سلمة كما وقع عند المزي في تهذيب الكمال (٢٩/ ٢٠٤) في ترجمة ميمون بن جابان، برقم: (٦٣٣٣).
(٣) يصح هذا التأويل فيما لو كان حماد المذكور في الإسنادين واحدا، وإنما هما اثنان، فحماد المذكور في الرواية المرفوعة هو ابن زيد كما في تهذيب الكمال (٢٩/ ٢٠٤) في ترجمة ميمون بن جابان، برقم: (٦٣٣٣)، وحماد المذكور في الرواية الموقوفة على قول كعب الأحبار: هو ابن سلمة كما سلف بيان ذلك قريبا.
(٤) في النسخة الخطية: (فهي)، وهو خطأ في هذا السياق، تصويبه من بيان الوهم والإيهام (٥/ ٣٨١).
(٥) في النسخة الخطية: «تفرع» بالتاء والراء بينهما الفاء، ولا يصح هذا هنا، والمثبت على الصواب من بيان الوهم والإيهام (٥/ ٣٨١).
(٦) في النسخة الخطية: «مهملا فقط» وأشار بالعلامة «مـ» فوق الكلمة للتنبيه على أنه مقلوب، وعلى مقتضى ذلك أثبت ما هو صواب، وهو الموافق لما في بيان الوهم والإيهام (٥/ ٣٨١).
(٧) الثقات، للعجلي الكوفي (ص ٤٤٥) ترجمة رقم: (١٦٦٨)، وقد ذكرت في ترجمته قريبا.

<<  <  ج: ص:  >  >>