عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال:«الجراد من صيد البحر».
ثم قال (١): وميمون بن جابان ليس ممن يُحتج به، لم يَزِدْ على هذا.
وأبو داود قد جَعلَه وَهْمًا، ولكنّه اعتمد آخَرَ ليس بمُعتَمدٍ، وذلك أنه أورد هذا الحديث هكذا:
حَدَّثَنَا محمد بن عيسى، حَدَّثَنَا حماد، عن ميمون بن جابان، عن أبي رافع،
النبي ﷺ، قال؛ وذكره، والثاني عن كعب الأحبار، من قوله، مثله. = وإسناده ضعيف، فإنّ ميمون بن جابان: وهو البصري، قال عنه الأزدي: «لا يُحتج بحديثه»، وقال عنه ابن حزم في المحلّى (٥/ ٢٥٧): «مجهول»، وقال عنه العجلي في الثقات (ص ٤٤٥) ترجمة رقم: (١٦٦٨): «بصريّ ثقة»، وذكره ابن حبان في الثقات (ص ٤٤٥) ترجمة رقم: (٥٤٨٧)، واختلف فيه قول الذهبي، فقال في الكاشف (٢/ ٣١١) ترجمة رقم: (٥٧٥٩): «ثقة»، وذكره في المغني (٢/ ٦٩٠) ترجمة رقم: (٦٥٥٥) وقال: «قال الأزدي: لا يُحتج به». وقال الحافظ في التقريب (ص ٥٥٦) ترجمة رقم: (٧٠٤٤): «مقبول». قلت: وقد اضطرب في إسناد هذا الحديث، فرواه عنه حمّاد (وهو ابن زيد) فقال: «عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ»، ورواه حماد بن سلمة عنه، فقال: «عن أبي رافع، عن كعب» من قوله. وهذا الحديث قد أخرجه أبو داود أيضًا في سننه (٢/ ١٧١) بإثر رواية حماد بن زيد، برقم: (١٨٥٤)، من طريق حبيب المعلّم، عن أبي المهزّم، عن أبي هريرة، قال: أَصَبْنَا صِرْمًا مِنْ جَرَادٍ، فَكَانَ رَجُلٌ مِنَّا يَضْرِبُ بِسَوْطِهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَقِيلَ لَهُ: هَذَا لَا يَصْلُحُ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: «إِنَّمَا هُوَ مِنْ صَيْدِ البَحْرِ». قال أبو داود بإثره: «أبو المهزّم ضعيفٌ، والحديثان جميعًا وَهْمٌ»؛ يعني: أنّ الثاني الموقوف على كعب الأحبار من قوله هو الصحيح عنده. كما قال المِزِّيُّ في تهذيب الكمال (٢٩/ ٢٠٤) في آخر ترجمة ميمون بن جابان، برقم: (٦٣٣٣). وأخرجه الترمذي في سننه، كتاب الحج، باب ما جاء في صيد البحر للمحرم (٣/ ١٩٨) الحديث رقم: (٨٥٠)، وابن ماجه في سننه، كتاب الصيد، باب صيد الحيتان والجراد (٢/ ١٠٧٤) الحديث رقم: (٣٢٢٢)، والإمام أحمد في مسنده (١٣/ ٤٢٢ - ٤٢٣) الحديث رقم: (٨٠٦٠)، من طريق حماد بن سلمة، عن أبي المُهَزِّم، به مرفوعًا. قال الترمذي بإثره: «هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث أبي المُهَزِّم، عن أبي هريرة، وأبو المهزم اسمه يزيد بن سفيان، وقد تكلم فيه شعبة». وقد أخرج البيهقي في السنن الكبرى، كتاب الحج، باب ما جاء في كون الجراد من صيد البحر (٥/ ٣٣٨) رواية حماد بن زيد عن ميمون بن جابان، برقم: (١٠٠١٥) ورواية حبيب المعلم، عن أبي المهزم، برقم: (١٠٠١٦)، ثم قال: «وأبو المهزّم يزيد بن سفيان ضعيف، وميمون بن جابان غير معروف». (١) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٢/ ٣٢٩).