للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال: وحدثنا الحسين، حدَّثنا محمدُ بنُ عبد الرَّحمنِ، حدثنا محمد بن المنهال، حدَّثنا يزيدُ بنُ زُريع، عن سعيد بن أبي عروبة، عن مَطَرٍ، عن معاويةَ بنِ قُرَّةَ، قال: حدثني عبدُ الرَّحمنِ بن أبي ليلى، عن عليٍّ، «أن رجلًا أَوْطَأَ بَعِيرَه أُدْحِيَّ نعام، وهو مُحرِمٌ، فأتى علياً … » فذكر ذلك له، فقال: «عليك في كل بيضة صيام يوم، أو إطعام مسكين» (١).

ابن أبي ليلى، سمع علياً، قاله البخاري (٢).

وكلُّ مَنْ في الإسناد ثقة إلا مطراً؛ فإنّه وإن كان من أهل الصدق، قد قيل في سُوءِ حِفْظِهِ، وشُبِّهَ في ذلك بمحمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى القاضي (٣)، وأخرج له مسلم كما قلناه (٤)، وهو أيضًا في المرسل الذي ذكر.

وأظنُّ أنَّ أبا محمد إنما لم يذكر هذا الحديث؛ لأنه لم يعلم مَنْ هو شيخ الحسين بن إسماعيل المحاملي (٥)، أعني محمد بن عبد الرحمن الصيرفي، فإنه ليس مذكورًا في شيء من المواضع التي أراه يلجأ إليها في تعرف أحوال الرواة، والرجل ثقة معروف بالعلم والدين والعقل، كان يُعَدُّ من العُقلاء، وأهلِ التَّدينِ في التَّحديثِ، وابتغاء الأجر به، وقد أوعب أبو بكر بن ثابت الخطيبُ ذِكْرَه (٦)، فما بهذا الحديث عيب يُؤثَرُ المرسَلُ عليه، فاعلمه، والله أعلم.

١٤١٤ - وذكر (٧) من طريق أبي داود (٨)، عن ميمون بن جابان، عن أبي رافع،


(١) سنن الدارقطني، كتاب الحج، باب المواقيت (٣/ ٢٧٧) الحديث رقم: (٢٥٥٥).
(٢) لم أقف على هذا القول للبخاري فيما بين يدي من المصادر، والبخاري ومسلم قد رويا في صحيحيهما، من رواية ابن أبي ليلى عن عليّ، فهي ثابتة ومحفوظة، وينظر: تهذيب الكمال (١٧/ ٣٧٣) ترجمة رقم: (٣٩٤٣).
(٣) فهو صدوق سيئ الحفظ جدا كما في التقريب (ص ٤٩٣) ترجمة رقم: (٦٠٨١).
(٤) تقدم التنبيه قريبًا على أنَّ مسلمًا أخرج له في المتابعات فقط.
(٥) في بيان الوهم والإيهام (٥/ ٢٨٩): «المحاملي فيه» بزيادة: «فيه»، في هذا الإسناد، وفي هذه الزيادة زيادة بيان.
(٦) تارخ بغداد (٣/ ٥٤٢) ترجمة رقم: (١٠٦١).
(٧) بيان الوهم والإيهام (٥/ ٣٨٠ - ٣٨١) الحديث رقم: (٢٥٤٩)، وهو في الأحكام الوسطى (٢/ ٣٢٩).
(٨) سنن أبي داود، كتاب المناسك، باب في الجراد للمُحْرِم (٢/ ١٧١) الحديث رقم: (١٨٥٣) و (١٨٥٥)، بالإسنادين اللذين سيذكرهما المصنِّفُ من عنده قريبًا؛ عن أبي هريرة، عن =

<<  <  ج: ص:  >  >>