عن المغيرة بن حكيم، عن صفية بنت شيبة، عن تَمْلِك الشَّيبية، قالت: نظرتُ إلى رسول الله ﷺ وأنا في غُرفة لي بين الصفا والمروة، وهو يقول:«يا أيها الناسُ إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عليكُم السَّعْيُ فَاسْعَوْا»، روى ذلك الثوري، عن المثنى، ذكره العقيلي (١).
١٤٠٦ - وذكر (٢) حديث مُحرِّش الكَعْبي: «اعتمر النبي ﷺ من الجعرانة،
وأصبح بها كبائت». ذكره الترمذي (٣)، وهو غريب.
هذا الحديث يرويه عند الترمذي؛ ابن جريج، عن مزاحم بن أبي مزاحم، عن عبد العزيز بن عبد الله، [عن](٤) مُحرّش.
(١) لم أقف عليه في المطبوع من الضعفاء الكبير للعقيلي، ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (٢/ ١٠٢ - ١٠٣)، وقد تقدم تمام تخريجه آنفًا. (٢) بيان الوهم والإيهام (٥/ ٢٠٠) الحديث رقم: (٢٤١٩)، وهو في الأحكام الوسطى (٢/ ٣١٩). (٣) سنن الترمذي، كتاب الحج، باب ما جاء في العُمرة من الجعرانة (٣/ ٢٦٤ - ٢٦٥) الحديث رقم: (٩٣٥)، من طريق عبد الملك بن جريج، عن مزاحم بن أبي مزاحم، عن عبد العزيز بن عبد الله، عن مُحرِّش الكعبي: أنَّ رسول الله ﷺ «خرج من الجعرانة ليلا معتمرًا، فدخل مكة ليلا، فقضى عُمرتَهُ، ثم خرج من ليلته، فأصبح بالجعرانة كبائتٍ، فلما زالت الشَّمسُ من الغد، خرج من بَطْنِ سَرِفَ، حتى جاء مع الطريق، طريق جمع ببطن سَرِف؛ فَمِنْ أَجْلِ ذلك خَفِيَتْ عُمرته على النّاس». وأخرجه أبو داود في سننه، كتاب المناسك، باب المهلة بالعُمرة تحيض فيدركها الحج فقد نقض عمرتها وتهل بالحج، هل تقضي عُمرتها (٢/ ٢٠٦) الحديث رقم: (١٩٩٦)، والنسائي في السنن الصغرى، كتاب مناسك الحج، باب دخول مكة ليلًا (٥/ ١٩٩) الحديث رقم: (٢٨٦٣)، وفي سننه الكبرى، كتاب المناسك، باب دخول مكة ليلًا (٤/ ٩٦) الحديث رقم: (٣٨٣٢)، والإمام أحمد في مسنده (٢٤/ ٢٧٢) الحديث رقم: (١٥٥١٣)، من طريق مزاحم بن أبي مزاحم، به. وإسناده حسن؛ لأجل مزاحم بن أبي مزاحم، فهو قد روى عنه جمع كما في تهذيب الكمال (٢٧/ ٤٢٠ - ٤٢١) ترجمة رقم: (٥٨٨٤)، وذكره ابن حبّان في الثقات (٧/ ٥١١) ترجمة رقم: (١١٢٢٤)، وقال عنه الذهبي في الكاشف (٢/ ٢٥٤) ترجمة رقم: (٥٣٧٦): «ثقة»، والحافظ في التقريب (ص ٢٤١) ترجمة رقم: (٦٥٨٢): «مقبول»، وابن جريج مدلس، لكنه صرح بالتحديث عند أحمد، فانتفت شبهة تدليسه. وقال الترمذي بإثره: «هذا حديثٌ حسن غريبٌ، ولا نعرف لمُحرّش الكعبي، عن النبي ﷺ غير هذا الحديث». وقال ابن عبد البر في التمهيد (٢٤/ ٤٠٨): «وهو حديث صحيح من رواية أهل مكة»، ثم ساقه بإسناده من طريق ابن جريج المكي، بالإسناد المذكور عند الترمذي. (٤) في النسخة الخطية: «بن»، وهو خطأ ظاهر، والمثبت على الصواب من بيان الوهم والإيهام (٥/ ٢٠٠)، ومصادر التخريج السابقة.