للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يونس بن سيف عن الحارث بن زيادٍ، عن أبي رُهم عن العرباض … الحديث.

وهذا الحديث لا يصح، ورأيتُه لمّا ذَكَره في كتابه الكبير (١)، بإسناده هذا، اعتنى منه بأبي رُهم، فأسماهُ أحزاب بن أسيد، ويُقال فيه: أحزاب بن راشد. لم يَزِدْ على ذلك، كأَنَّه عَرَف حالَهُ وحالَ مَنْ قَبلَه، وهو لا يُعرف إلا أنه روى عنه أبو الخير ومكحول وخالد بن مَعْدانَ (٢)، وهو أيضًا يروي عن أبي أيوب الأنصاري.

فأما الحارث بن زياد الراوي عنه، فلم يُذكر بغير روايته هذه، من رواية يونس بن سيف عنه.

ولما ذكر البزّارُ هذا الحديث (٣)، قال: له علّتان: إحداهما: أن الحارث بن زياد؛ لا يُعلم كبير أحدٍ روى عنه، ويونس بن سيف؛ صالح الحديث، قد رُوي عنه.

هذا ما ذَكَر، ولم يُبيّن العلة الأخرى، وهي: إما ما ذكرناه من الجهل بحال أبي رُهم (٤)، وإما بمعاوية بن صالح من الضعف، وإن كان من الناس مَنْ يُوثُقه (٥)، فاعلم ذلك.


= (٤/ ٢٦٤)، ومصادر التخريج السابقة.
(١) لم أقف عليه في المطبوع من الأحكام الكبرى، لعبد الحق الإشبيلي.
(٢) كذلك وقع في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (٢/ ٣٤٨) في ترجمة أبي رهم أحزاب بن يزيد، برقم: (١٣٢١)، وقد زاد عليه المِزِّيُّ في ترجمته من تهذيب الكمال (٢/ ٢٨١) برقم: (٢٨٣) فيمن رووا عنه: الحارث بن زياد، وربيعة بن قيصر الحضرمي، وشريح بن عبيد الحضرمي، وعباد بن ناشرة المصري، وعبد الرحمن بن سلامة (شيخ لمكحول الشامي)، وترجم له العجلي في الثقات (ص ٤٩٨) برقم: (١٩٥١)، ولم يُسمه، وإنما ذكره بكنيته، فقال: «شامي، تابعي، ثقة»، وذكره ابن حبّان في ثقات التابعين (٤/ ٦٠) برقم: (١٨٢٢)، وقال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (١/ ١٩٠) ترجمة رقم: (٣٥٤): «ذكره ابن أبي خيثمة في الصحابة، وذكره ابن سعد فيمن نزل الشام من الصحابة، ولكنهما لم يُسمِّياه، بل قالوا: أبو رُهم حسب»، وقال في التقريب (ص ٩٦) ترجمة رقم: (٢٨٦): «أحزاب بن أسيد، بفتح أوله على المشهور، يُكنى أبا رُهم، بضم الراء، السَّمَعيّ؛ بفتح المهملة والميم، مختلف في صحبته، والصحيح أنه مخضرم ثقة».
(٣) تقدم توثيقه من عنده أثناء تخريج هذا الحديث.
(٤) تقدمت ترجمته أثناء تخريج هذا الحديث
(٥) معاوية بن صالح: هو ابن حدير الحضرمي، تقدم له ترجمة موسعة أثناء الكلام على الحديث رقم: (٣١١) والتعليق عليه، وقال عنه الحافظ في التقريب (ص ٥٣٨) ترجمة رقم: (٦٧٦٢): «صدوق له أوهام».

<<  <  ج: ص:  >  >>