عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله بدلًا من عبد الرحمن بن جابر بن عتيك، هو أيضًا من رواية صَخْرِ بن إسحاق المذكور عنه، ومن رواية أبي الغُصْنِ، عن صخرٍ، وأنهما لم يفترقا إلا في عبد الرحمن، فهو عند أبي داود: ابن جابر بن عتيك، وهو عند البزار: ابن جابر بن عبد الله.
وهذا لو توهمه متوهم؛ كان له في الكلام المذكور ما يحمله عليه، وإن كان إذا ذكر حديثًا ثم أردفه عن ذلك الصاحب أو التابع رواية أخرى، لا يلزم أن تكون الروايتان مُشتَرِكَتَينِ فيما بقي من إسناديهما، فإنّ هاهنا مُغلّطًا، وهو ذِكْرُ أبي الغُصْنِ، وصَحْرِ بن إسحاق، وعبد الرحمن بن جابر بن عتيك.
ثم قال: هو عند البزار: عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله. فظاهر هذا بلا شك الاشتراك في جميع ما ذكر، وليس الواقع في الوُجودِ كذلك، وإنّما هو عند البزارِ وابن أبي شيبة (١) وغيرهما، عن أبي الغُصْنِ، عن خارجة بن إسحاق السلمي، عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله، عن أبيه جابر بن عبد الله.
قال البزار: حدثنا محمد بن معمر، حدثنا أبو عامر، حدثنا أبو الغُصْنِ ثابتُ بنُ قيس، عن خارجةَ بنِ إسحاق، عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله، [عن جابر](٢)، أنَّ النبيَّ ﷺ قال:«سيأتيكُم رَكْبٌ مُبَغَضُونَ، فإذا جاؤوكم فرحبوا بهم وخَلُّوا بينهم وبين ما يبغُونَ، فَإِنْ عَدَلُوا فَلأَنْفُسِهم، وإن ظَلَمُوا فَعَلَيها، وأَرْضُوهُم، فَإِنَّ تمام زكاتِكُم رِضاهُم، وليَدْعُوا لكم»(٣). قال: وهذا الكلام لا نعلمه يُروى عن رسول الله ﷺ إلا بهذا الإسناد، وخارجة بن إسحاق من أهل المدينة، وأبو الغُصْنِ من أهل المدينة أيضًا، ولم يكن حافظًا. انتهى ما ذكر.
وفي مسندِ جابر بن عبد الله ذَكَره، وهكذا فَعَل ابن أبي شيبة، والبخاري في تاريخه إسنادًا ومتنا (٤).
(١) سلف تخريجه من عندهما أثناء تخريج هذا الحديث. (٢) ما بين الحاصرتين زيادة متعينة من مسند البزار كما في كشف الأستار (٢/ ٣٩٧)، سبق التنبيه عليها قريبًا. (٣) مسند البزار كما في كشف الأستار (٢/ ٣٩٧) الحديث رقم: (١٩٤٦)، وقد سلف تخريجه عنده وعند غيره مع الكلام عليه قريبًا. (٤) سلف تخريجه من عندهما قريبًا.