وقال أبو بكر البزار، عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله، [عن جابر](٢). وخرجه في مسنده (٣)، وعبد الرحمن بن جابر بن عبد الله لا يُحتج به، وكذلك الآخر، وإنما الصَّحيحُ ما تقدَّم:«أَرْضُوا مُصَدِّقِيكُم وإن ظُلِمْتُم»(٤)، هذا نص ما أورد.
وهو كله صحيح، إلَّا أنّي خِفْتُ أن يتوهم متوهّم أنّ هذا الذي هو عند البزار
= وقد ذكر ابن المواق الحديث في بغية النقاد النقلة (١/ ٣٠٦ - ٣٠٩) برقم: (١٤٩)، وذكر كلام ابن القطان فيه، ثم قال: «وبقي عليه أن يبين أيهما أصوب إسنادا، هل ما ذكره أبو داود، أو ما ذكره البزار؟ وكلامه على هذا الحديث حسن، إلا أن هذا القدر أغفله؛ وهو وكيد، فذكرته لإكمال الفائدة عندي فيه، فأقول: روى هذا الحديث أبو داود، عن عباس بن عبد العظيم العنبري ومحمد بن المثنى، عن بشر بن عمر الزهراني، عن أبي الغصن - وهو ثابت بن قيس -، فقال ما تقدم ذكره من عند أبي داود، وخالفه جماعة في إسناده؛ رووه عن ثابت أبي الغصن، عن خارجة بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله، عن أبيه، منهم أبو عامر الخزاز، صالح بن رستم، وخالد بن مخلد القطواني، وإسحاق بن محمد الفروي، وإسماعيل بن أبي أويس، فكان القول ما قالت الجماعة، لا ما انفرد به واحد شد عنها، ولم يقم إسناد الحديث؛ إذ ذكر فيه راويين غير معروفين في نقله الحديث؛ وهما: صخر بن إسحاق، وعبد الرحمن بن جابر بن عتيك، ثم جعل الحديث من مسند جابر بن عتيك؛ وذلك كله بين الوهم». وفي باب إرضاء المصدّقين شواهد صحيحة، منها ما أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، باب إرضاء السُّعاة (٢/ ٦٨٥) الحديث رقم: (٩٨٩)، من حديث عبد الرحمن بن هلال العبسي، عن جرير بن عبد الله البجلي، قال: جاء ناسٌ من الأعراب إلى رسول الله ﷺ، فقالوا: إنّ ناسا من المُصَدِّقِينَ يأتُونَنَا فيظلمُونَنا، قال: فقال رسول الله ﷺ: «أَرْضُوا مُصَدِّقِيكُم». قال جرير: ما صَدَر عنِّي مُصدِّقٌ منذ سمعت رسول الله ﷺ، إلا وهو عنِّي راض. وهذا الحديث هو الذي سيُشير إليه الإمام عبد الحق فيما سيحكيه عنه المصنف قريبًا. (١) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٢/ ١٨٤). (٢) ما بين الحاصرتين زيادة متعينة من مسند البزار كما في كشف الأستار (٢/ ٣٩٧) الحديث رقم: (١٩٤٦)، حتى يستقيم السياق مع قوله بعدها: (وخرَّجه في مسنده)، ونص العبارة في بيان الوهم والإيهام (٢/ ١٣١): (عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله، وخرجه في مسند جابر)، وفي الأحكام الوسطى (٢/ ١٨٤): (عن عبد الرحمن بن جابر، عن عبد الله، وخرجه في مسند جابر بن عبد الله)، وقوله: (عبد الرحمن بن جابر، عن عبد الله) وقع فيه تصحيف، صوابه: (عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله)، كما تقدم. (٣) يعني: خرجه البزار في مسند جابر بن عبد الله. (٤) سلف تخريجه أثناء تخريج الحديث الذي صدر ذكره.