قصدنا بيانه، وهذا الذي يروي عنه الطيالسي رجل آخر يقال له: سليمان بن معاذ الضبي البصري، اعتقد فيه البزار أنه ابن قرم، وليس به.
وأبو أحمد بن عدي ذكرهما رجلين مفترقين (١)، ولما ذكر سليمان بن قرم بن معاذ، قال في بابه:
حدثنا الحسن بن أبي معشر، حدثنا أحمد بن عمرو بن عبيدة أبو العباس العصفري، جار علي بن المديني، حدثنا يعقوب بن إسحاق، عن سليمان بن قرم، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال رسول الله ﷺ:«لا يسأل بوجه الله إلا الجنة»(٢). قال: ولا أعرفه يرويه عن محمد بن المنكدر إلا سليمان بن قرم، وعن سليمان بن قرم يعقوب بن إسحاق، قال: وسليمان بن قرم أحاديثه حسان، وهو خير من سليمان بن أرقم بكثير.
كذا قال! وغيره يضعفه.
والمقصود هو أن الرجل المذكور: هو سليمان بن قرم بن معاذ، يقول فيه يعقوب بن إسحاق تارة: سليمان بن قرم، وتارة: سليمان بن معاذ، وهو ضعيف، فإذا ليس هو ممن لم يذكر، ولا ممن لا يعرف (٣)، فاعلم ذلك.
١٢١١ - وذكر (٤) حديث: «سيأتيكم ركيب (٥) مبغضون … .»، من عند أبي داود،
(١) ذكر ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (٤/ ٢٤١) ترجمة سليمان بن قرم بن معاذ الضبي الكوفي، برقم: (٧٣٥)، ثم ذكر فيه (٤/ ٢٦٦) ترجمة سليمان بن معاذ الضبي البصري، برقم: (٧٤٥). (٢) ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (٤/ ٢٤١) في ترجمة سليمان بن قرم الضبي، برقم: (٧٣٥)، وقد سلف تخريجه قريبا، في الحديث رقم: (١٢٠٨). (٣) من قوله: «فإذا ليس هو ممن … » إلى هنا ممحو من أصل بيان الوهم والإيهام كما ذكر محققه (٥٢٤/ ٥)، وأثبت بدلا منه بين حاصرتين ما نصه: «فإذن، فسليمان بن معاذ معروف ومترجم في مظانه، ولم يهتد إليه أبو محمد» وقال: «أثبتاه اعتمادا على السياق». (٤) بيان الوهم والإيهام (٢/ ١٣١) الحديث رقم: (١٠٢)، وذكره في (٣/ ٢٨٥) الحديث رقم: (١٠٣٣) و (٤/ ٤١٦) الحديث رقم: (١٩٩٠)، وهو في الأحكام الوسطى (٢/ ١٨٤). (٥) كذا في النسخة الخطية: «ركيب» بالتصغير، وفي بعض نسخ سنن أبي داود المطبوعة «ركب» بالتكبير. قال الخطابي في معالم السنن (٢/ ٤٠): «ركيب، تصغير ركب، وهو جمع راكب». وقال: وإنما عنى به السعاة إذا أقبلوا يطلبون صدقات الأموال، فجعلهم مبغضين، لأن الغالب في نفوس أرباب الأموال بغضهم والتكره لهم، لما جبلت عليه القلوب في حب المال وشدة=