للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

والقسم الثالث، هم المُهْمَلُون، يُعتبر من أحوالهم تعدُّد الرواة عن أحدهم، فمن كان قد روى عنه اثنان فأكثر، قبل حديثه واحتج بروايته.

هذا عمله الذي استمر عليه، وإن كان لم يَرْوِ عن أحدهم إلا واحد، أو لم يُعلم روى عنه إلا واحدٌ، فهؤلاء لا يتجاسَرُ أن يقول لأحدهم: مجهول، بل تراه يقول: في إسناده فلانٌ، لم يرو عنه إلا فلان، أو لا يُعلم روى عنه إلا فلان. فهو عنده لا يقول في أحدٍ: مجهول إلا بنَقْلٍ عن أحدٍ، قاله كأنه مذهب، حتى إنّه لمّا ذكر:

١٢٠٩ - حديث (١): «المسلمونَ شُركاء في ثلاث: الماء والكلأ والنَّارِ» (٢).

أتبعه أن قال (٣): حباب بن زيد الشَّرْعَبيُّ، لا أعلمُ روى عنه إلا حريز بن عثمان، وقيل: إنه مجهول.

وهذا نص ما أخبرناك به عنه، وقد تقدَّم مذهبه مشروحًا بأكثر من هذا الشرح (٤).


(١) بيان الوهم والإيهام (٥/ ٥٢١) الحديث رقم: (٢٧٥٩)، وهو في الأحكام الوسطى (٣/ ٢٩٨).
(٢) أخرجه أبو داود في سننه كتاب البيوع، باب في منع الماء (٣/ ٢٧٨) الحديث رقم: (٣٤٧٧)، من طريق حريز بن عثمان، عن حبّان بن زيد الشَّرْعَبيّ، عن رجل من قَرْنٍ، ومن طريق أخرى عن حريز بن عثمان، قال: حدثنا أبو خداش (هو حبّان بن زيد الشرعبي)، عن رجل من المهاجرين من أصحاب النبي ، قال: غزوت مع النبي ثلاثا، أسمعه يقول: «المسلمون شركاء في ثلاث … .»؛ فذكره.
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (٣٨/ ١١٧٤) الحديث رقم: (٢٣٠٨٢)، من طريق حريز بن عثمان، عن أبي خداش حبّان بن زيد الشرعبي، به.
ورجال إسناد الطريق الثانية عند أبي داود ثقات كما هو عند أحمد.
ومعنى الحديث يروى بإسناد صحيح، أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب الرهون، باب المسلمون شركاء في ثلاث (٨٢٦/ ٢) الحديث رقم: (٢٤٧٣) من سفيان (هو الثوري)، عن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان عن أبي هريرة، أن رسول الله ، قال: «ثلاث لا يُمْنَعْنَ: الماء، والكلا، والنار».
قال البوصيري في مصباح الزجاجة (٨١/ ٣) الحديث رقم: (٥٧٨): «هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات»، وصححه أيضًا الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (٣/ ١٥٣) الحديث رقم: (١٣٠٤).
(٣) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٣/ ٢٩٨).
(٤) جاء بعده في بيان الوهم (٥/ ٥٢١) ما نصه: «بتَتبع ما عمل به في ذلك»، ولم يرد هذا في هذه النسخة.

<<  <  ج: ص:  >  >>