هذا نص ما ذكر من غير مزيد، وقد تبين منه كيف اعتراه ما اعتراه من تغيير الموضع.
وقد انتهينا إلى المقصود، وهو أن نبين أن الرجل المذكور ليس بالمجهول، لا أقول ذلك من أجل أنه قد روى عنه [بكير بن الأشج، وربيعة بن أبي عبد الرحمن](١)، كما يُقنعه هو، ولكن لأَن النَّاسَ وثَقُوه وقبلوا روايته (٢) وعملوا بها.
قال أحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي (٣): عبد الملك بن سعيد بن سويد، مدني تابعي ثقة. وقال النسائي في التمييز: ليس به بأس (٤)، روى عنه بكير بن الأشج، ورواية بكير هذه هي التي أشار إليها أبو حاتم، والنسائي عنه، ليست هي لهذا الحديث.
٢٤ - وإِنَّما (٥) يروي عنه، عن جابر، حديث عمر: «هششت (٦) إِلَى امْرَأَتِي فَقَبَّلْتُهَا وَأَنا صَائِم» الحديث الذي قيل له: «أَرَأَيْت لَو تمضمضت» ذكره أبو داود (٧).
(١) ما بين الحاصرتين في النسخة الخطية: (بكير بن ربيعة)، وهو خطأ ظاهر، صوابه ما أثبته، وبعضه سقط أيضًا من أصل بيان الوهم والإيهام (٥/ ٣١١) كما أفاده محققه، واستدرك مكانه ما ذكرته هنا، وعلّق عليه: أنه أتمه من السياق. (٢) قد زاد محقق بيان الوهم والإيهام (٥/ ٣١١) بعد هذا ما نصه: «فمنهم مسلم فقد أخرج له في صحيحه، وقال الكوفي». وذكر في الهامش أنه أتمَّ ذلك من السياق، ولا يوجد شيء مما زاده في النسخة الخطية هنا إلا ذكر «الكوفي». (٣) هو: العجلي في كتابه الثقات (ص ١٠٣) ترجمة رقم: (١١٣٣). (٤) ينظر: تهذيب الكمال (١٨/ ٣١٦) ترجمة رقم: (٣٥٣٠)، وتهذيب التهذيب (٦/ ٣٩٥)، وقد ذكر المزي وابن حجر أنه روى له مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه. (٥) بيان الوهم والإيهام (٥/ ٣١١)، وهو في الأحكام الوسطى (٢/ ٢١٧). (٦) من الهشاشة: وهو الارتياح والخفّة والفرح بالشيء. ينظر: الصحاح، للجوهري (٣/ ١٠٢٨)، مادة: (هشش)، والنهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير (٥/ ٢٦٤). (٧) في سننه، كتاب الصوم، باب القبلة للصائم (٢/ ٣١١) الحديث رقم: (٢٣٨٥)، من طريق الليث بن سعد، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري، عن جابر بن عبد الله، قال: قال عمر بن الخطاب له، هششت، فقبلت وأنا صائم، فقلت: يا رسول الله، صنعتُ اليوم أمرًا عظيمًا فقبلت وأنا صائم، قال: «أرأيت لو مَضْمَضْتَ من الماء وأنتَ صائم؟» قلت: لا بأس به، قال: «فَمَهُ». وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (١/ ٢٨٥) الحديث رقم: (١٣٨)، والنسائي في السنن الكبرى، كتاب الصّيام، باب المضمضة للصائم (٣/ ٢٩٣) الحديث رقم: (٣٠٣٦)، من طريقين عن الليث بن سعد، به. وقال النسائي بإثره: وهذا حديث منكر، وبكير مأمون، =