هذا فيه خطأ وإجمال تعليل، أما خطؤه فقوله: رُوي عن الشعبي مرسلًا. وليس كذلك قول الترمذي فيه.
وأما إجمالُ عِلَّتِه، فهو أنه عند الترمذي من رواية شريك، عن أبي حمزة، عن الشعبي، عن فاطمة.
وأبو حمزة ميمون الأعور ضعيف، وشريك تقدَّم ذِكْرُه.
١٠٩٢ - وذكر (٢) من طريق الدارقطني (٣)، من حديث ابن جريج، عن
= رقم: (١٧٨٩)، من طريق شريك به. وهذا إسناد ضعيف، شريك هو ابن عبد الله النَّخعي الكوفي القاضي، وهو صدوق يخطئ كثيرًا، تغير حفظه منذ وَلِي القضاء بالكوفة، وكان عادلا فاضلا عابدًا، شديدًا على أهل البدع كما قال الحافظ في التقريب (ص ٢٦٦) ترجمة رقم (٢٧٨٧)، وقد رواه عن أبي حمزة وهو أبو حمزة ميمون الأعور القصاب، وهو ضعيف كما في التقريب (ص ٥٥٦) ترجمة رقم: (٧٠٥٧)، ولذلك قال الترمذي بإثره: «هذا حديث إسناده ليس بذاك، وأبو حمزة ميمون الأعور يُضعف، وروى بيان (وهو ابن بشر الأحمسي) وإسماعيل بن سالم، عن الشعبي، هذا الحديث قوله، وهذا أصح». (١) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٢/ ١٨٢ - ١٨٣). (٢) بيان الوهم والإيهام (٥/ ٥٥) الحديث رقم: (٢٢٩٥)، وذكره في (٢/ ٣٨٨) الحديث رقم: (٣٩٠)، وهو في الأحكام الوسطى (٢/ ١٧١). (٣) سنن الدارقطني، كتاب الزكاة، باب ليس في الخضراوات صدقة (٢/ ٤٩٠) الحديث رقم: (١٩٣٤)، من طريق محمد بن بكر (هو البرساني)، عن عبد الملك بن جريج، عن عمران بن أبي أنس، عن مالك بن أوس بن الحَدَثانِ، عن أبي ذرّ، قال: قال رسول الله ﷺ: «في الإبل صدقتها، وفي الغنم صدقتها، وفي البقر صدقتها، وفي البر صدقته». وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (٣٥/ ٤٤١) الحديث رقم: (٢١٥٥٧)، والترمذي في العلل الكبير (ص ١٠٠) الحديث رقم: (١٧١)، من طريق محمد بن بكر به. ثم قال الترمذي: «سألت محمدا عن هذا الحديث، فقال: ابن جريج لم يسمع من عمران بن أبي أنس». وعبد الله بن معاوية راويه عن محمد بن بكر لم أقف له على ترجمة فيما بين يدي من المصادر. وأخرجه الحاكم في المستدرك (١/ ٥٤٥) الحديث رقم: (١٤٣١)، من طريق سعيد بن سلمة بن أبي الحسام عن عمران بن أبي أنس، به. وأخرج بإثره برقم: (١٤٣٢)، من طريق محمد بن بكر، عن ابن جريج، بالإسناد المذكور عند الدارقطني، ولكن بلفظ: «وفي البرّ صدقته» بالراء بدل الزاي، وقال: «كلا الإسنادين صحيحان على شرط الشيخين ولم يُخرِّجاه». وقد ذكر الحافظ رواية سلمة بن أبي الحسام، وعزاها للحاكم وقال: «وهذا إسناد لا بأس به»، ثم قال: «فائدة: قال ابن دقيق العيد: الذي =