وإلى ذلك فإنّه يرويه عنه أحمدُ بنُ الحارث البصري، وهو أيضًا كذلك، وقد ظننته مصريًا - بالميم -، وأمكن على ذلك كونه أحد رجلين مصريين يتسميان بهذا الاسم، وهما: أحمد بن الحارث بن قتادة، ذكره ابن يونس في «تاريخ المصريّينَ»(١)، والآخَرُ: أحمدُ بنُ الحارث بن مسكين، أبو بكر المصري، ذكره مَسْلَمةُ في كتاب «الحروف»، حتى تحققته بالباء منسوبًا إلى البصرة من نسخ صحيحة من كتاب الدارقطني (٢)، فبقي على ذلك مجهولا.
وإلى هذا، فإنّ للحديث إسنادًا أجود من هذا؛ بل هو صحيح إلا أنه ليس فيه ذِكْر «الجَبْهة».
قال الدارقطني: حدثنا عثمانُ بنُ أحمدَ الدَّقاقُ، حدثنا محمد بن عبد الله بن المنادي، حدثنا أبو بدر - هو شجاع بن الوليد -، حدثنا زهير (٣)، حدثنا أبو إسحاق، عن الحارث وعاصم بن ضمرة، عن علي ﵇، عن النبي ﷺ، قال: «ليس في [البَقَرِ](٤) العوامل شيء» وفي حديث الحارث: «ليس على البقر العوامل شيء»(٥)، لم أعْنِ (٦)
(١) تارخ ابن ونس (١/ ٩) ترجمة رقم (٩)، وذكره الذهبي في تاريخ الإسلام (٦/ ٢٦٠) ترجمة رقم: (١٢)، وفيه عندهما أنه «أبو عفّان الصدفي المصري»، وذكر أنه روى عن عبد الله بن وهب، ويحيى بن حسان. وينظر: الإكمال لابن ماكولا (٦/ ٢٢٠). (٢) هو كذلك في المطبوع من سنن الدارقطني في إسناد الحديث السالف تخريجه عنده: «أحمد بن الحارث البصري» بالباء، ولكن ترجم له الذهبي في ميزان الاعتدال (١/ ٨٩) برقم: (٣٢٦)، وفي المغني (١/ ٣٦) ترجمة رقم: (٢٥٨)، والحافظ في لسان الميزان (١/ ٤٢٤)، وفيه عندهما: «أحمد بن الحارث بن مسكين المصري» بالميم، منسوبًا إلى مصر، وقال الذهبي: «كان الطحاوي يُنكر عليه روايته عن أبيه»، وزاد الحافظ ابن حجر: «وأرّخ مسلمة وفاته في شعبان سنة إحدى عشرة وثلاث مئة»، وهذا يعني أنه عندهما مصري فيما نقلاه عن مسلمة بن قاسم، فالله تعالى أعلم. (٣) هو: أبو خيثمة زهير بن معاوية الجُعفيُّ. ينظر: تهذيب الكمال (٩/ ٤٢٠، ٤٢٢) ترجمة رقم: (٢٠١٩)، وشيخه أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي كما في ترجمة زهير بن معاوية عنده. (٤) ما بين الحاصرتين زيادة مستفادة من سنن الدارقطني (٢/ ٤٩٣)، وهي كذلك في بيان الوهم والإيهام (٥/ ٢٨٥)، وقد أخلت بها هذه النسخة. (٥) سنن الدارقطنيّ، كتاب الزكاة، باب ليس في العوامل صدقة (٢/ ٤٩٣) الحديث رقم: (١٩٤٠) (٦) كذا في النسخة الخطية: «أعْنِ»، وفي مطبوع بيان الوهم والإيهام (٥/ ٢٨٥): «أعْزُ»، وما في النسخة الخطية هنا هو الصحيح لاتساقه مع سياق الكلام.