للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ثم قال (١): هذا يرويه مسروق بن الأجدع، عن معاذ، ومسروق لم يَلْقَ معاذًا ولا ذَكَرَ مَنْ حدَّثه به عنه، ذكر ذلك أبو عمر وغيره. انتهى ما ذكر.

فأقول وبالله التوفيقُ: أبو عمر؛ أخافُ أن يكون تصحف من أبو محمد ولم أَبِت بهذا، وإنّما خِفْتُ ذلك؛ لأنّ ابنَ عبد البر، المعروف له خلاف هذا، هو يقول في رواية مسروق، عن معاذ: إنها متصلة، وأبو محمد بن حزم هو الذي كان رماها بالانقطاع، ثم رَجَع، ولَنَتُصَّ لك قولهما حتى تنظر في قولك:

قال أبو عمر في «التمهيد» (٢)، في باب حميد بن قيس: وقد روي هذا الخبر عن معاذ بإسناد متصل صحيح ثابت، ذكره عبد الرزاق (٣)، قال: أنبأنا معمر والثوري، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن معاذ بن جبل، قال: «بعثه النبي إلى اليمن وأمرَهُ أن يأخُذَ من كل ثلاثين بقرةً تَبِيعًا أو تبيعةً، ومن كل أربعينَ مُسِنَّةً، وفي كل حالم دينارًا، أو عَدْلَه مَعافِرَ».

وقال في «الاستذكار» (٤)، في باب صدقة (٥) الماشية: ولا خلاف بين العلماء


= جبل، أن رسول الله «بَعَثَه إلى اليمن وأمَرَهُ أن يأخذ من كل حالم دينارًا، أو عِدْلَهُ معافِرَ،
ومن البقر مِنْ ثَلَاثِينَ تَبِيعًا أو تبيعةً، ومن أربعين مُسِنَّةً».
وأخرجه أبو داود في سننه كتاب الزكاة، باب في زكاة السائمة (٢/ ١٠٤) الحديث رقم: (١٥٧٨)، والترمذي في سننه، كتاب الزكاة، باب ما جاء في زكاة البقر (٣/ ١١) الحديث رقم: (٦٢٣)، وابن ماجه في سننه، كتاب الزكاة، باب صدقة البقر (١/ ٥٧٦) الحديث رقم: (١٨٠٣)، والإمام أحمد في مسنده (٣٦/ ٣٣٨) الحديث رقم: (٢٢٠١٣) من طرق عن الأعمش، به.
ورجال إسناده ثقات كما في مصادر ترجمتهم. وقال الترمذي بإثره: «هذا حديث حسن، وروى بعضهم هذا الحديث عن سفيان عن الأعمش، عن أبي وائل (شقيق بن سلمة)، عن مسروق: أن النبي بعث معاذًا إلى اليمن فأمره أن يأخُذَ، وهذا أصح»؛ يعني: مرسلًا.
وقوله: «من كلِّ حالِم» أراد بالحالِمِ: مَنْ بَلَغ الحُلُمَ وجرى عليه حكم الرجال، سواء احتلم أو لم يحتلم. النهاية في غريب الحديث (١/ ٤٣٤).
وقوله: «معافر» المعافِرُ: هي بُرودٌ باليمن منسوبةٌ إلى مَعافِر: وهي قبيلة باليمن، والميم زائدة. النهاية في غريب الحديث (٣/ ٢٦٢).
(١) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٢/ ١٦٢).
(٢) التمهيد (٢/ ٢٧٥).
(٣) في مصنفه، كتاب الزكاة، باب البقر (٤/ ٢١) الحديث رقم: (٦٨٤١)، وتقدم تمام تخريجه أثناء تخريج الحديث الذي صدر ذكره.
(٤) الاستذكار (٣/ ١٨٨).
(٥) في النسخة الخطية: مهرته كذا، وهو تحريف ظاهر، والمثبت من الاستذكار، لابن عبد البر (٣/ ١٧٩)، وبيان الوهم والإيهام (٢/ ٥٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>