منار الإسلام بترتيب كتاب الوهم والإيهام

٤ - كتاب الصلاة - ١٤ - باب في العيدين، والاستسقاء، والكسوف، وسجود القرآن، والآيات - ج: 2 - ص: 419

فكان عليه - إن كان هذا الحديث (١) منها - أن يُبيّن ذلك أيضًا، أو يكون قد تصحف للرواة من نسبه إليه.

والذي في مسند حديث ابن عمر عند البزار، إنّما هو الفعل لا القول، ومن غير رواية فَرَجِ بنِ فضالة، وهذا هو:

٩٠٤ - (٢) حدثنا عبدة بن عبد الله، حدثنا عمر بن حبيب، حدثنا عبد الله بن [عامرٍ] (٣)، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي ﷺ «كان يُكبر في صلاة العيدين ثنتي عشرة تكبيرةً، سبعًا في الأولى، وخمسًا في الآخِرَةِ» (٤).

والحديث المذكور من قول النبي ﷺ، ومن رواية فَرَجِ بنِ فضالة، إنما أعرفه عند الدارقطني، قال:

حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدَّثنا أحمدُ بنُ عليّ الخَزَّازُ، حدثنا سعدُ بنُ عبد الحميد، حدثنا فَرجُ بن فضالة، عن يحيى بن سعيد، عن نافع، عن ابنِ عُمَرَ، قال رسول الله ﷺ: «التكبير في العيدين؛ في الركعة الأولى سبع تكبيرات، وفي الآخِرَةِ خمس تكبيرات» (٥).

---

(١) أي: حديث ابن عمر السابق.
(٢) بيان الوهم والإيهام (٢/ ٢٤٠) بإثر الحديث رقم: (٢٣٤).
(٣) في النسخة الخطية: «عباس»، وهو خطأ، والتصويب من بيان الوهم والإيهام (٢/ ٢٤٠)، ومصادر التخريج الآتية، فالذي يروي عن نافع هو عبد الله بن عامر: وهو الأسلمي، كما في ترجمته من تهذيب الكمال (١٥/ ١٥١) برقم: (٣٣٥٥).
(٤) مسند البزار (١٢/ ٢٣٤) الحديث رقم: (٥٩٦٣)، من الوجه المذكور، به.
وهذا إسناد ضعيف، لأجل عبد الله بن عامر: وهو الأسلمي، وهو ضعيف كما في التقريب (ص ٣٠٩) ترجمة رقم: (٣٤٠٦)، وقد رواه عنه عمر بن حبيب: وهو العدوي البصري، وهو ضعيف أيضًا كما في التقريب (ص ٤١٠) ترجمة رقم: (٤٨٧٤).
والحديث أورده ابن أبي حاتم في علله (٢/ ٥٦٧ - ٥٦٨) برقم: (٥٩٧)، من وجه آخر عن نافع، عن ابن عمر، أنه كان يُكبّر؛ فذكره، وسأل أباه عنه، فقال: «هذا خطأ، روى هذا الحديث (يعني: نافع مولى ابن عمر)، عن أبي هريرة، أنه كان يُكبر»، ويُنظر ما بعده.
(٥) سنن الدارقطني، كتاب العيدين (٢/ ٣٨٨) الحديث رقم: (١٧٣٢)، من الوجه المذكور به.
وأخرجه ابن الجوزي في التحقيق في أحاديث الخلاف (١/ ٥٠٨ - ٥٠٩) الحديث رقم: (٨١٨)، من طريق الدارقطني، به.
قلت: هذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير فرج بن فضالة بن نعمان التنوخي، أبو فضالة الشامي، ضعيف كما في التقريب (ص ٤٤٤) ترجمة رقم: (٥٣٥٣).=