«أنَّ رسول الله ﷺ حين كلمه ذُو اليدين قام فلَبِّي … ». الحديث.
وهذا المرسل إنما يرويه مَنْ لا يُحتج به لو أُسند.
قال أبو داود: حدثنا سليمان بن داود، حدثنا ابن وهب، حدثنا عبد الرحمن بن [سلمان](١) وغيره، عن ابن الهاد، عن عبد الرحمن بن عمار، عن القاسم، فذكره. وكل هؤلاء ثقات إلا عبد الرحمن بن سلمان الحَجَري، فإني لا أعلم أحدًا وثقه غير النسائي، فإنه قال: لا بأس به (٢)، وأدخله البخاري في «الضعفاء»(٣)، وكذلك [فَعَل](٤) أبو أحمد (٥)، والعقيلي (٦)، والساجي.
وقال أبو حاتم: إن في حديثه اضطرابًا (٧).
وبالجملة فلو كان حديثه مسندًا ما ينبغي أن يَسكُتَ عنه - دون أن يُبيّن أنه من روايته - مَنْ جَعَلَ سُكوته عن الأحاديث مصححا لها، والله أعلم.
٨٦٢ - وذكر (٨) من طريق أبي داود (٩)، حديث محمد بن سلمة، عن خُصيفٍ
(١) في النسخة الخطية: «سليمان»، وكذلك هو في أصل بيان الوهم والإيهام فيما ذكر محققه (٣/ ١٧)، وهو خطأ، فعبد الرحمن هذا: هو ابن سلمان الحَجَري. ينظر: تهذيب الكمال (١٧/ ١٤٨) ترجمة رقم: (٣٨٣٧). (٢) كما في تهذيب التهذيب (٦/ ١٨٨) ترجمة رقم: (٣٨١). (٣) الضعفاء الصغير للبخاري (ص ٨٤) ترجمة رقم: (٢١٥)، وقال فيه: «فيه نظر»، وينظر: التاريخ الكبير (٥/ ٢٩٤) ترجمة رقم: (٩٥٧). (٤) في النسخة الخطية: «نقل» بالنون والقاف، والتصويب من بيان الوهم والإيهام (٣/ ١٨). (٥) ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (٥/ ٥١٢) ترجمة رقم: (١١٤٩). (٦) الضعفاء الكبير (٢/ ٣٣٣) ترجمة رقم: (٩٢٨). (٧) الجرح والتعديل (٥/ ٢٤١ - ٢٤٢) ترجمة رقم: (١١٤٧)، وزاد: «ما رأيت في حديثه منكرًا، وهو صالح الحديث». (٨) بيان الوهم والإيهام (٣/ ٣٣) الحديث رقم: (٦٨٥)، وهو في الأحكام الوسطى (٢/ ٢٦). (٩) سنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب مَنْ قال: يُتِمُّ على أكبر ظنّه (١/ ٢٧٠) الحديث رقم: (١٠٢٨)، من طريق محمد بن سلمة، عن خُصيف بن عبد الرحمن الجزري، عن أبي عبيدة بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن مسعود، عن رسول الله ﷺ، قال: «إذا كنتَ في صلاةٍ فَشَكَكْتَ في ثلاث وأربع، وأكبر ظنك على أربع، تشهدت ثم سجدت سجدتين وأنت جالس قبل أن تُسلّم، ثم تشهدت أيضًا، ثم تُسلّم». وأخرجه الدارقطني في سننه، كتاب الصلاة، باب البناء على التحري والسجدة بعد التسليم، والتشهد قبلها وبعدها (٢/ ٢١٤) الحديث رقم: (١٤١٧)، والبيهقي في سننه الكبرى، كتاب =