٨٥٠ - فلقائل (١) أن يقول: لعلَّ هذا في تَرْكِ الجلسة الوسطى كمَرْوِي ابنِ بُحَيْنَةَ (٢)، فاعلمه.
٨٥١ - وذكر (٣) من طريق عبد الرزاق (٤)، عن معمر وابن عيينة، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن عمران بن الحصين، عن النبي ﷺ قال:«التسليم بعدَ سَجْدَتَي السَّهْوِ».
ثم قال (٥): قال ابن معين: سمع ابن سيرين من عمران (٦).
هذا ما أورد، وهو كما ذكر، ولكنّه عندي مشكوك في اتصاله.
وبيان ذلك هو أنّ ابن سيرين قد روى عن عمران أحاديث معنعنةً، لا يذكر فيها السَّماعَ.
(١) بيان الوهم والإيهام (٢/ ١٧١ - ١٧٢) الحديث رقم: (١٥١). (٢) حديث عبد الله بن بُحَيْنَةَ، أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجمعة، باب ما جاء في السهو إذا قام من ركعتي الفريضة (٢/ ٦٧) الحديث رقم: (١٢٢٤)، ومسلم في صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصَّلاة، باب السهو في الصَّلاة والسجود له (١/ ٣٩٩) الحديث ﷺ رقم: (٥٧٠)، من حديث عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن عبد الله بن بُحَيْنَةَ له أنه قال: «صلى لنا رسول الله، ركعتين من بعض الصلوات، ثم قام فلم يجلس، فقام الناس معه، فلمّا قضى صلاتَهُ ونَظَرْنا تسليمه؛ كبر قبل التسليم، فسجد سجدتين وهو جالس، ثم سلم». (٣) بيان الوهم والإيهام (٢/ ٥٥٣) الحديث رقم: (٥٥٦)، وهو في الأحكام الوسطى (٢/ ٢٤). (٤) مصنف عبد الرزاق، كتاب الصلاة، باب سهو الإمام والتسليم في سجدتي السهو (٢/ ٣٠١) الحديث رقم: (٣٤٥٣)، من الوجه المذكور، به. ورجال إسناده ثقات، إلا أنه مخالف لما صح في الأحاديث السالف ذكرها عند مسلم وغيره أنه يُسلّم، ثم يسجد سجدتي السهو، ثم يُسلّم. ثم إن الدارقطني قد أورد حديث محمد بن سيرين هذا، وبسط القول في أوجه الاختلاف فيه عن أيوب السختياني وغيره، ثم قال: «ومحمد بن سيرين لم يسمع هذا من عمران، والصحيح عن ابن سيرين ما ذكره الحفاظ عنه، أنه قال: نُبِّئتُ عن عمران بن حصين أنه قال: ثم سلم بعد سُجود السهو، وبيَّنَ إسناده أشعث بن عبد الملك، فقال: عن ابن سيرين، حدثني خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين»، وينظر: تمام كلامه عليه في العلل (١٠/ ٧ - ١٣) الحديث رقم: (١٨١٩). (٥) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٢/ ٢٥). (٦) ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه، عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين، أنه قال: ابن سيرين سمع من عمران بن حصين. الجرح والتعديل (٧/ ٢٨٠) ترجمة رقم: (١٥١٨).