والحديث المذكور أولًا (١)، قد رواه غير عقبة بن عامر:
٨٤٤ - ذكره (٢) بقيَّةُ بنُ مَخْلَدٍ، من حديث أبي أمامة الباهلي، مثله سواء (٣)، إلا أنه لا يصح، فإنه من رواية القاسم بن عبد الرحمن (٤)، وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني، وحديث عقبة أحسن منه، فلذلك لم نُطل بذكر إسناده ونصه.
٨٤٥ - وذكر (٥) من طريق النسائي (٦)، حديث أبي ذر، في «ترديد النبي ﷺ: ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ﴾ [المائدة: ١١٨]، حتى أصبح».
من رواية جَسْرَةَ بنتِ دجاجة، عن أبي ذرّ، ثم أتبعه أن قال (٧): جسرة ليست بمشهورة، كذا قال، وقد تقدم أن جسرة هذه معروفةٌ، يُوثُقُها قوم، ويتوقف في روايتها آخرون (٨).
(١) أي: حديث عقبة بن عامرٍ ﵁، المتقدم برقم: (٨٣٣)، بلفظ: «الجاهر بالقرآن، كالمجاهر بالصدقة». (٢) بيان الوهم والإيهام (٤/ ١٩١) بعد الحديث رقم: (١٦٧٩). (٣) لم أقف على هذا الحديث في شيء من كتب السُّنَّة التي وقفت عليها، ولم أجد من ذكره من حديث أبي أمامة ﵁، غير الحافظ ابن القطان، وقد أشار إلى ضعف إسناده، لأجل يحيى بن عبد الحميد الحمّانيّ، قال عنه الذهبي في المغني (٢/ ٧٣٩) ترجمة رقم: (٧٠٠٦): «حافظ، منكر الحديث، وقد وثقه ابن معين وغيره، وقال أحمد بن حنبل: كان يكذب جهارًا. وقال النسائي: ضعيف»، وقال الحافظ في التقريب (ص ٥٩٣) ترجمة رقم: (٧٥٩١): «حافظ، إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث». (٤) القاسم بن عبد الرحمن: هو الدمشقي، أبو عبد الرحمن صاحب أبي أمامة، وثقه ابن معين ويعقوب بن شيبة ويعقوب بن سفيان والترمذي، وقال عنه أبو حاتم الرازي: «حديث الثقات عنه مستقيم لا بأس به، وإنما ينكر عنه الضعفاء»؛ يعني أن النكارة في حديثه إنما تأتي من رواية الضعفاء عنه. ينظر: تهذيب الكمال (٢٣/ ٣٨٩ - ٣٩٠) ترجمة رقم: (٤٨٠٠)، قال عنه الذهبي في الكاشف (٢/ ١٢٩) ترجمة رقم: (٤٥١٧): «صدوق»، وقال الحافظ في التقريب (ص ٤٥٠) ترجمة رقم: (٥٤٧٠): «صدوق يُغرب كثيرًا». (٥) بيان الوهم والإيهام (٥/ ٣٥٣) الحديث رقم: (٢٥٢٨)، وذكره في (٥/ ٣٣١ - ٣٣٢) الحديث رقم: (٢٥٠٨)، وهو في الأحكام الوسطى (٢/ ٦٢). (٦) سلف الحديث بتمامه مع تخريجه والكلام عليه برقم: (٢٥٦). (٧) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٢/ ٦٢). (٨) ينظر: ما سلف في الأحاديث ذات الأرقام (٢٥٥، ٢٥٦، ٢٥٧)، والتعليق عليها.