حرف عبد اللَّه ابن مسعود:{وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ}(١)، قال أبو جعفر (٢): فعلى هذا يكون "هُمْ" في موضع رفع بالابتداء، و {الظَّالِمُونَ} خبر الابتداء، والابتداء وخبره خَبَرُ "كانَ"، كما تقول: كان زَيْدٌ أبُوهُ خارِجٌ.
ومثله:{كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ}(٣) و {الرَّقِيبَ} بالرَّفع أيضًا، وكذلك قوله تعالى:{وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ}(٤) بالنَّصب والرَّفع، قال قَيْسُ بن ذُرَيْحٍ:
(١) هذه قراءة ابن مسعود وأبِي زيد النحوي، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٣٦، البحر المحيط ٨/ ٢٧. (٢) يعني النحاس، ينظر: إعراب القرآن ٤/ ١٢١. (٣) المائدة ١١٧، والرفع حكاه أبو معاذ، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ٤٢، الدر المصون ٢/ ٦٥٩. (٤) الائفال ٣٢، وقد قرأ بالرفع الأعمشُ وزيدُ بنُ عَلِيٍّ والمُطَّوِّعِيُّ، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ٥٤، تفسير القرطبي ٧/ ٣٩٨. (٥) البيت من الطويل، ويُرْوَى: "تُبَكِّي" بدل "أتَبْكِي"، ويُرْوَى: "تَحنُّ إلَى لَيْلَى"، والمَلَا: الزمان من الدهر. التخريج: ديوانه ص ٥٠، الكتاب ٢/ ٣٩٣، المقتضب ٤/ ١٠٥، شرح أبيات سيبويه ١/ ١٦٨، الجمل للزجاجي ص ١٤٣، الحلل ص ١٨٥، شرح الجمل لطاهر بن أحمد ١/ ٢٤٨، شرح المفصل ٣/ ١١٢، شفاء العليل ص ٢٠٩، اللسان: ملا، البحر المحيط ٨/ ٢٧، ٣٥٩. (٦) قال سيبويه: "وقد جعل ناسٌ كثيرٌ من العرب "هو" وأخواتها في هذا الباب بِمَنْزِلةِ اسمٍ مبتدأ، وما بعده مبنيُّ عليه، فكأنك تقول: أظن زيدًا أبوه خَيْرٌ منه، ووجدت عَمْرًا أخوه خَيْرٌ منه، فمن ذلك أنه بلغنا أن رؤبة كان يقول: أظن زيدًا هو خَيْرٌ منك، وحدثنا عيسى بن عمر أن ناسًا كثيرًا يقرؤونها: {وَما ظَلَمْناهُمْ وَلَكِنْ كانُواْ هُمُ الظّالِمُونَ} الكتاب ٢/ ٣٩٢ - ٣٩٣.