الْيَوْمَ (٦٨)}؛ يعني: من العذاب يوم القيامة، فإذا سمعوا النداء رفع الخلائقُ رُءُوسَهُم، فيقال: {الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (٦٩)} فَيُنَكِّسُ أهْلُ الأديان رُؤُوسَهُمْ غَيْرَ المسلمين، فيقال لهم: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (٧٠)}؛ أي: تُكْرَمُونَ وتُنَعَّمُونَ.
ومحل {الَّذِينَ} يجوز أن يكون نصبًا بإضمار "أعني"، ويجوز أن يكون رفعا خَبَرَ ابتداءٍ محذوف، تقديره: هم الذين، وقوله:{أَنْتُمْ} ابتداء، و {وَأَزْوَاجُكُمْ} عطف عليه، ويَجُوزُ أن يكون {أنْتُمْ} توكيدًا للواو فِي قوله: {ادْخُلُوا}(١).
قوله تعالى:{يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ}؛ أي: بِقِصاعٍ، واحدتها: صَحْفةٌ، وهي القَصْعةُ الواسعة العريضة {مِنْ ذَهَبٍ} أدناها سبعون ألفًا، وأعلاها سبعمائة ألف {وَأَكْوَابٍ} يعني: أبارِيقَ مستديرة الرؤوس، ليست لها آذان ولا خراطيم (٢)، واحدها كوب، قال الأعشى:
(١) الوجه الثانِي، وهو أنه خَبَرُ ابتداءٍ محذوف، قاله النحاس في إعراب القرآن ٤/ ١٢٠. (٢) قاله الفراء وأبو عبيدة وابن قتيبة والنحاس، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٣/ ٣٧، مجاز القرآن ٢/ ٢٠٦، ٢٤٩، غريب القرآن لابن قتيبة ص ٤٠٠، معانِي القرآن للنحاس ٦/ ٣٨٤، وينظر أيضًا: غريب القرآن للسجستانِيِّ ص ١٤٠. (٣) البيت من المتقارب، للأعشى، من قصيدة يمدح بها قيس بن معدي كرب الكندي، ورواية ديوانه: "صَلِيفِيّةً" باللام، وقوله: "صَرِيفِيّةً طَيِّبًا" بالنصب على المفعول به للفعل "تُعاطِي" في البيت السابق، وهو قوله: تُعاطِي الضَجِيعَ إذا أقبَلَتْ... بُعَيْدَ الرُّقادِ وَعِنْدَ الوَسَنْ اللغة: الصَّرِيفِيّةُ: الخمر المنسوبة إلى صَرِيفُونَ، وهو موضع بالعراق، والصَّلِفِيّهُ باللام: المُعَتَّقةُ، الدَّنُّ: إناء من الفَخّار تُحفَظُ فيه الخمر. =