وقال بعضهم (٣): أراد بالمشرقين: مشرق الصيف ومشرق الشتاء، كقوله تعالى:{رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ}(٤). قال الفراء (٥): والأول أشبه الوجهين بالصواب.
قوله تعالى:{فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ} يا محمد بأن نُمِيتَكَ قبل أنْ نُعَذِّبَهُمْ {فَإِنَّا مِنْهُمْ} يعني كفار مكة {مُنْتَقِمُونَ (٤١)} يعني: بالقتل يوم بدر، دخلت "ما" توكيدًا للشرط، والنون الثقيلة في قوله:{نَذْهَبَنَّ} دخلت أيضًا توكيدًا، وإذا دخلت"ما" دخلت معها النون كما تدخل مع لام القَسَمِ (٦)، والمعنى: إنّا نَنْتَقِمُ منهم إنْ نَتَوَفيَنَّكَ.
(١) البيت من البسيط لرجل من طيء، ويُرْوَى: "وَمِنّا المِصْرُ والحَرَمُ". التخريج: معانِي القرآن للفراء ٣/ ٣٤، الزاهر لابن الأنباري ١/ ٥٠٤، الصحاح ص ١٨٤٣، أمالِيُّ المرتضى ٢/ ١٤٨، معجم البلدان ٥/ ٢٢٤، زاد المسير ٧/ ٣١٦، اللسان: وصل، التاج: وصل. (٢) قاله الطبري والزجاج والنحاس، ينظر: جامع البيان ٢٥/ ٩٥، معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٤١٢، معانِي القرآن للنحاس ٦/ ٣٦٠، ٣٦١، وينظر أيضًا: الكشف والبيان ٨/ ٣٣٥. (٣) قاله أبو عبيدة في مجاز القرآن ٢/ ٢٤٣، وهو قول آخر للنحاس، قاله في معانِي القرآن ٦/ ٣٦٠، وينظر: عين المعانِي ورقة ١١٩/ ب، الفريد للهمداني ٤/ ٢٥٨. (٤) الرحمن ١٧. (٥) وهو أنه أراد المشرق والمغرب، فغلب لفظ المشرق، ينظر: معانِي القرآن ٣/ ٣٣. (٦) هذا كلام الزجاج في معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٤١٣، وهو مذهبه في أن "ما" إذا زيدت =