أراد: كل النفوس. وقال الليث (١): البعض هاهنا صلةٌ، يريد: يصبكم الذي يعدكم، وقال ثعلب (٢): وَعَدَهُمْ بشيئين من العذاب: عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، فقال: يصبكم هذا العذاب فِي الدنيا، وهو بعض الوعدين، وقال أهل المعانِي (٣): هذا على المُظاهَرةِ فِي الحِجاجِ، كأنه قال لهم: أقَلُّ ما يكون فِي صِدْقِهِ أن يصيبكم بعضُ الذي يعدكم، وفي بعض ذلك هَلاكُكُمْ، فَذَكَرَ البَعْضَ لِيُوجِبَ الكُلَّ، لا أنّ البعضَ الكل {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي} إلى دينه {مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (٢٨)} مُفْتَرٍ للكذب.
قوله تعالى:{يَاقَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ}؛ أي: عالِينَ في أرض مِصْرَ، وهو منصوبٌ على الحال، {فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ}؛ أي: فمن يمنعنا من عذاب اللَّه {إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى} من الرأي والنصيحة {وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (٢٩)}؛ أي: وما أدعوكم إلا إلى طريق الهدى.
= أوَلَمْ يمُنْ تَدْرِي نَوارُ بِأنّنِي... وَصّالُ عَقْدِ حَبائِلٍ جَذّامُها؟ التخريج: ديوانه ص ١٧٥، مجاز القرآن ١/ ٩٤، ٢/ ٢٠٥، مجالس ثعلب ص ٥٠، ٣٦٩، معانِي القرآن وإعرابه ١/ ٤١٥، ٤/ ٤١٨، الأضداد لابن الأنباري ص ١٨١، الزاهر لابن الأنباري ٢/ ٢٢٥، الصاحبي ص ٤٢١، الخصائص ١/ ٧٤، ٢/ ٣١٧، ٣٤١، المحتسب ١/ ١١١، الكشف والبيان ٨/ ٢٧٣، شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٧٧٢، شمس العلوم ١/ ٥٦٧، عين المعانِي ١١٦/ أ، تفسير القرطبي ٤/ ٩٦، ٦/ ٢١٣، ١٥/ ٣٠٧، ١٦/ ١٠٨، البحر ٧/ ٤٤٢، الدر المصون ٦/ ٣٨، اللباب في علوم الكتاب ١٧/ ٤٢، شرح شواهد شرح الشافية ص ٤١٥، الخزانة ٧/ ٣٤٩. (١) قول الليث في تهذيب اللغة ١/ ٤٩٠، الوسيط ٤/ ١٠، زاد المسير ٧/ ٢١٨. (٢) قول ثعلب في ياقوتة الصراط ص ٤٥٠، تهذيب اللغة ١/ ٤٩٠. (٣) هذا قول الزجاج في معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٣٧٢ باختلاف يسير في ألفاظه، وينظر أيضًا: معانِي القرآن للنحاس ٦/ ٢١٦، التهذيب ١/ ٤٨٩، الوسيط ٤/ ١٠، زاد المسير ٧/ ٢١٨.