وقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يقول اللَّه تعالى: أنا المَلِكُ، أنا الدَّيّانُ، لا ينبغي لأحَدٍ من أهل الجنة أنْ يَدْخُلَ الجنةَ، ولا لأحَدٍ من أهل النارِ أنْ يَدْخُلَ النارَ، وعنده مظلَمة حتى أقْضِيَهُ منه"، ثم تلا هذه الآية:{الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}(٢).
قوله تعالى:{وَأَنْذِرْهُمْ} يا محمد، يعني: أهل مكة {يَوْمَ الْآزِفَةِ} يعني يوم القيامة، سُمِّيَتْ بذلك؛ لأنها قريبة، وإن استبعد الناسُ أمْرَها (٣)؛ إذْ كُلُّ آتٍ قَرِيبٌ، يقال: أزِفَ الشَّيءُ يَأْزَفُ أزَفًا فهو آزِفٌ، ويقال: أزِفَتْ فهي آزِفةٌ، وأزِفَ شُخُوصُ فُلانٍ: إذا قَرُبَ (٤)، وأزِفَ الأمرُ: أي دَنا وقَرُبَ، قال النابغة:
(١) ينظر: الكشف والبيان ٨/ ٢٧٠، عين المعاني ورقة ١١٦/ أ، الدر المنثور ٥/ ٣٤٨، فتح القدير ٤/ ٤٨٦. (٢) هذا جزء من حديث رواه الإمام أحمد عن عبد اللَّه بن أنيس في المسند ٣/ ٤٩٥، والحاكم في المستدرك ٤/ ٥٧٥، كتاب الأهوال: باب "لا يدخل أهل الجنة حتى يُنَقَّوْا"، وينظر: الوسيط ٤/ ٧، تفسير القرطبي ٤/ ٢٧٣. (٣) قاله الزجاج في معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٣٦٩. (٤) قاله ابن قتيبة في غريب القرآن ص ٣٨٦، وحكاه النحاس عن الكسائي فِي معانِي القرآن ٦/ ٢١١. (٥) البيت من الكامل للنابغة، من قصيدة له في وصف المتجردة زَوْجِ النعمانِ بنِ المنذر، ورواية ديوانه: "أفِدَ التَّرَحُّلُ"، ويُرْوَى في كتب النحو: "وَكَأنْ قَدِنْ" بزيادة تنوبن الترنم. التخريج: ديوانه ص ٨٩، سر صناعة الإعراب ص ٣٣٤، ٤٩٠، ٧٧٧، الأزهية ص ٢١١، الكشف والببان ٨/ ٢٧٠، شرح المفصل ٨/ ١١٠، ١٤٨، ٩/ ١٨، ٥٢، شرح التسهيل لابن مالك ٤/ ١٠٩، شرح الكافية للرضي ١/ ٤٤، ٤/ ٨٥، ٣٩٠، ٤٧٩، رصف =