على النعت، وقيل (١): هما نكرةٌ، فيكون خفضهما على البدل، وأما {شَدِيدِ الْعِقَابِ} و {ذِي الطَّوْلِ} فهما نكرتان، فيكون خفضهما على البدل، لا على النعت، هكذا ذكره الصَّفّارُ (٢).
ومعنى قوله:{ذِي الطَّوْلِ} يعني: ذي الفضل والغِنَى والسَّعة والنِّعَمِ على عباده، وأصل الطَّوْلِ الإنْعامُ الذي تطول مُدَّتُهُ على صاحبه، تقول: اللهم طُلْ علينا؛ أي: أنْعِمْ علينا وتَفَضَّلْ، ومنه قيل للنفع: طائلٌ، يقال: ما حَظِيتُ منه بِطائِلٍ، وما حَظِيتُ منه بِنائِلٍ؛ أي: لَمْ أتَّخِذْ منه مَنْفَعةً (٣).
قوله تعالى:{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ} يعني: قبل كفار مكة {قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ} يعني الكفار الذين تَحَزَّبُوا على أنبيائهم بالمخالفة والعداوة {مِنْ
= معاني القرآن للفراء ٣/ ٥، معاني القرآن للأخفش ص ٤٥٩، وقد ذكر سيبويه أن المضاف إضافةً لفظيةً يجوز أن تُنْعَتَ به النكرةُ؛ لأنه لا يكتسب التعريفَ لأنه بمعنى الحال أو الاستقبال، ومَثَّلَ لذلك بقوله تعالى: {عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأحقاف: ٢٤] الكتاب ١/ ٤٢٨، ٤٢٩، وذهب الزجاج إلى أن {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ} [غافر: ٣]، معرفتان، فيكونان نعتين. معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٣٦٦، وينظر أيضًا: إعراب القرآن ٤/ ٢٦، التبيان للعكبري ص ١١١٥، الفريد ٤/ ٢٠٥، الدر المصون ٦/ ٢٨. (١) قاله الفراء والأخفش أيضًا، وهذا إذا جعلت الإضافة فيهما غير محضة؛ لأنها تكون بمعنى الحال أو الاستقبال، ينظر: معاني القرآن للفراء ٣/ ٥، معاني القرآن للأخفش ص ٤٥٩، وينظر أيضًا: إعراب القرآن ٤/ ٢٦، وجعلها الزمخشريُّ كُلَّها أبدالًا. الكشاف ٣/ ٤١٢، ٤١٣، وينظر أيضًا: البحر المحيط ٧/ ٤٣٠، ٤٣١. (٢) يعني النَّحّاسَ، ومن أول قوله: "هما معرفتان فيكون خفضهما". قاله النحاس فِي إعراب القرآن ٤/ ٢٦. (٣) ينظر: تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص ٣٨٥، معاني القرآن للنحاس ٦/ ٢٠٣، الكشف والبيان للثعلبي ٨/ ٢٦٤.