قوله:{وَالشَّيَاطِينَ} عطفٌ على {الرِّيحَ}؛ أي: وسخرنا له الشياطين {كُلَّ بَنَّاءٍ} يَبْنُونَ له ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وتَماثِيلَ، {وَغَوَّاصٍ (٣٧)} يغوصون في البحار، يستخرجون له اللآلِئَ من البحر، وهو أولُ مَن استخرج اللؤلؤَ من البحر، {وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ}؛ أي: وسخرنا له آخرين من مَرَدةِ الشياطين مُقَرَّنِينَ {فِي الْأَصْفَادِ (٣٨)}؛ أي: مشدودين فِي القيود، واحدها صَفَدٌ، ونصب {كُلَّ بَنَّاءٍ} على النعت للشياطين (٣)، و {وَآخَرِينَ} عطفٌ على "الشَّياطِينَ"، و {مُقَرَّنِينَ} نعت "آخَرِينَ".
قوله: {هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (٣٩)} قال الحسن (٤): إن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُعْطِ أحَدًا عَطِيّةً إلا جعل فيها حسابًا إلا سليمانَ، فإن اللَّه أعطاه
(١) البيت من المتقارب، لَمْ أقف على قائله. التخريج: الكشف والبيان ٨/ ٢١١، المحرر الوجيز ٤/ ٥٠٦، عين المعانِي ورقة ١١٣/ ب، تفسير القرطبي ١٥/ ٢٠٥، البحر المحيط ٧/ ٣٨٢، الدر المصون ٥/ ٥٣٦، روح المعانِي ٢٣/ ٢٠٣. (٢) وذهب الأخفش إلى أن "رُخاءً" مفعول مطلق، فقال: "فانتصاب "رُخاءً"، واللَّه أعلم، على: رَخَيْناها رُخاءً". معانِي القرآن ص ٤٥٤، وأكثر العلماء على أنه حال من الضمير في "تَجْرِي"، أو من "الرِّيحَ"، ينظر: التبيان للعكبري ص ١١٠١، الفريد للهمدانِي ٤/ ١٦٧، الدر المصون ٥/ ٥٣٦. (٣) "كُل بَنّاءٍ" بدل من "الشَّياطِينَ"، وليس نَعْتًا له كما زَعَمَ المؤلف هنا، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٣٣٣، الفريد للمنتجب الهمدانِيِّ ٤/ ١٦٨. (٤) ينظر قوله في معانِي القرآن للنحاس ٦/ ١١٨، الكشف والبيان ٨/ ٢١١، زاد المسير ٧/ ١٤١، تفسير القرطبي ١٥/ ٢٠٦.