صلةٌ زائدةٌ، وهذا إخبارٌ عن عظيمِ قدرةِ اللَّهِ على حفظ السماوات وإمساكها عن الزوال، {إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا} على الكفار، إذْ لَمْ يُعَجِّلْ لهم العقوبةَ {غَفُورًا (٤١)} إذْ أخُّر عنهم العذاب.
قوله تعالى:{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} يعني قريشًا {لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ}؛ أي: رسول {لَيَكُونُنَّ} جواب القَسَم {أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ} يعنون اليهود والنصارى، ونصب {جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} على المصدر، و {أَهْدَى} فِي موضع نصبٍ على الخبر لـ {لَيَكُونُنَّ}.
وقوله:{فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ} يعني محمَّدًا -صلى اللَّه عليه وسلم-، {مَا زَادَهُمْ} مَجِيئُهُ {إِلَّا نُفُورًا (٤٢)} يعني: بُعْدًا ونفارًا {اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ} يعني: تَجَبُّرًا فِي الأرض بالمعصية، وهو نصبٌ على البدل من النُّفور، قاله الأخفش (١)، وقيل (٢): على المصدر، وقيل (٣): هو مفعول من أجلِهِ، {وَمَكْرَ السَّيِّئِ} يعني: ومَكَرُوا المَكْرَ السَّيِّئَ، وهو عملهم القبيح واجتماعهم على الشِّرك، والمكر هو العمل القبيح، وأضيف المكر إلى صفته، {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}؛ أي: لا تَحِلُّ ولا تَنْزِلُ ولا تُحِيطُ عاقبةُ الشِّرْكِ إلا بأهله، فقُتِلُوا يوم بَدْرٍ.