ثوابًا ولا عقابًا، وقالت الأرض: جَعَلْتَنِي بساطًا ومِهادًا، وشَقَقْتَ فِيَّ الأنهارَ، وأنْبَتَّ فِيَّ الأشجارَ، لا أتحمل فريضةً ولَا أبتغي ثوابًا ولا عقابًا".
وقال مجاهدٌ (١): "لَمّا خَلَقَ اللَّهُ السماوات والأرض والجبال عَرَضَ الأمانةَ عليها، فلم تقبلها، فلما خلق آدم عرضها عليه، فقال: يا ربِّ، وما هي؟ فقال: إن أحْسَنْتَ جَزَيْتُكَ، وإن أسَأْتَ عَذَّبْتُكَ، فقال: قد تَحَمَّلْتُها يا رَبِّ. قال مجاهدٌ: فما كان بين أن تحملها وبين أن أُخْرِجَ من الجنة إلا قَدْرُ ما بين الظُّهر والعَصر".
وعن ابن عبّاسٍ رضي اللَّه عنه قال (٢): "إن اللَّه تعالى قال لآدم: "إنِّي عَرَضْتُ الأمانةَ على السماوات والأرض والجبال، فلم تطقْها، فهل أنت حامِلُها بما فيها؟ قال: إي رَبِّ، وما فيها؟ قال: إن حَفِظْتَها أُجِرْتَ، وإن ضَيَّعْتَها عُذِّبْتَ، قال: فقد حَمَلْتُها بما فيها"، قال: فما غَبَرَ (٣) فِي الجنة إلا كقدْرِ ما بين الظهر والعصر حتى أخرجه إبليسُ منها".
قال جُوَيْبِرٌ (٤): قلتُ للضحّاك: "وما الأمانة؟ قال: الفرائض على كلِّ
(١) ينظر: جامع البيان ٢٢/ ٦٦، ٦٧، الوسيط ٣/ ٤٨٥، تاريخ دمشق ٧/ ٤٠٧ - ٤٠٨، الدر المنثور ٥/ ٢٢٥. (٢) رواه الطبري في جامع البيان ٢٢/ ٦٧، والحاكم في المستدرك ٢/ ٤٢٢ كتاب التفسير: سورة الأحزاب، وينظر: الوسيط للواحدي ٣/ ٤٨٥، المحرر الوجيز ٤/ ٤٠٢، تاريخ دمشق ٧/ ٤٠٨. (٣) غَبَرَ: مَكَثَ وبَقِيَ. اللسان: غبر. (٤) هو جُوَيْبِرُ بن سعيد البلخي، أبو القاسم الخراسانِيُّ، أصله من بلخ، وسكن بغداد، وحاله حسن فِي التفسير، لَيِّنٌ فِي الرواية، ضعيف متروك الحديث، تُوُفِّيَ بين سنة (١٤٠ و ١٥٠ هـ). [تاريخ بغداد ٧/ ٢٥٠ ميزان الاعتدال ١/ ٤٢٧]، وينظر قوله في الكشف والبيان ٨/ ٦٨، الوسيط ٣/ ٤٨٥، تاريخ دمشق ٧/ ٤٥٨، الدر المنثور ٥/ ٢٢٥.