والعَصْرُ هو الدَّهْرُ (١)، وقيل (٢): أراد صلاة العصر، وهي الصلاة الوسطى، وقيل (٣): أراد الليل والنهار ويُقال لَهُما: العَصْرانِ، والغَداةُ والعَشِيُّ أيضًا عَصْرانِ، قال حُمَيْدُ بن ثَوْرٍ:
وَلَنْ يَلْبَثَ العَصْرانِ يَوْمًا وَلَيْلةً... إذا طَلَبا أنْ يُدْرِكا ما تَيَمَّما (٤)
وقوله: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (٢)}؛ أي: خُسْرانٍ وَنُقْصانٍ، وقيل: هَلَكةٍ وَعُقُوبةٍ، وقرأ الأعرج:"لَفِي خُسُرٍ"(٥) بضمتين، والإنسان: اسم للجنس إذا عرف بالألف واللام كالرجل والمسلم (٦)، وقيل (٧): هو لِلْعَهْدِ دون الجنس،
= معناه: وَرَبِّ العَصْرِ كما قال -جل ثناؤه-: "فَوَرَبِّ السَّماءِ والأرْضِ". معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٣٦٠. (١) قاله ابن عباس والحسن والفراء وابن قتيبة، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٣/ ٢٨٩، غريب القرآن ص ٥٣٨، وغريب الحديث لابن قتيبة ١/ ٢٣، جامع البيان ٣٠/ ٣٧١، الكشف والبيان ١٠/ ٢٨٣، زاد المسير ٩/ ٢٢٤، تفسير القرطبي ٢٠/ ١٧٨. (٢) قاله مقاتل، ينظر: الكشف والبيان ١٠/ ٢٨٣، الوسيط ٤/ ٥٥١، الكشاف ٤/ ٢٨٢، المحرر الوجيز ٥/ ٥٢٠، زاد المسير ٩/ ٢٢٥. (٣) قاله الزَّجّاجُ وابن كيسان، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٣٥٩، وينظر قول ابن كيسان في الكشف والبيان ١٠/ ٢٨٣، عين المعانِي ورقة ١٤٨/ أ، تفسير القرطبي ٢٠/ ١٧٩. (٤) تقدم برقم ٣٢٠، ٢/ ٤٧٢. (٥) قرأ زيد بن عَلِيٍّ، وهارون عن أبِي بكر عن عاصم، والأعرجُ وعيسى بنُ عمر وطلحةُ بن مصرف: "خُسُرٍ" بضم السين، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٧٩، تفسير القرطبي ٢٠/ ١٨٠، البحر المحيط ٨/ ٥٠٨. (٦) قاله المبرد والزجاج وابن السراج والنحاس والفارسي، ينظر: المقتضب ٢/ ١٤٠، ١٤١، معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٣٥٩، الأصول لابن السراج ١/ ١١٢، إعراب القرآن ٥/ ٢٨٦، الإغفال ١/ ١٥٩، ١٦٠، المسائل الحلبيات ص ١٧٤، ١٧٥. (٧) ذكره السجاوندي بغير عزو في عين المعانِي ورقة ١٤٨/ أ، وهذا الرأي يتجه على أن =