وقد رُوِيَ في هذه الآيةِ الحَدِيثُ الصَّحِيحُ، وَأنَّ تفسيرها: "التَّوْفِيقُ مِنَ اللَّهِ لِلْخَيْرِ والخِذْلَانُ لِلشَّرِّ" (٢)، رواه مُسْلِمٌ بإسناده عن عِمْرانَ بنِ الحُصَيْنِ عن النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-.
قوله:{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} يعني: سَعِدَ وَفازَ مَنْ أصْلَحَها وَطَهَّرَها من الذُّنُوبِ، وهذا جواب القسم.
وأصل {دَسَّاهَا}: دَدسَّمَمها من التَّدْسِيسِ، وهو إخْفاءُ الشَّيْءِ، لَكِنْ أبْدَلُوا من السين الثانية ياءً، وَقُلِبَتْ ألِفًا لِتَحْرِيكِها وانْفِتاحِ ما قَبْلَها (٣)، وقيل (٤):
(١) ينظر: طبقات المحدثين بأصبهان ٢/ ٤١٣ - ٤١٤، الوسيط ٤/ ٤٩٦، كنز العمال ١/ ١١٤. (٢) رواه مسلم في صحيحه ٨/ ٤٧ كتاب القَدَرِ: باب حِجاجِ آدَمَ وَمُوسَى، عليهما السلام، وينظر: كتاب السُّنّة لابن أبِي عاصم ص ٧٦، ٧٧، المعجم الكبير للطبرانِي ١٨/ ٢٢٣، ٢٢٤، جامع البيان ٣٠/ ٢٦٥. (٣) قاله ابن خالويه والجوهري، ينظر: إعراب ثلاثين سورة ص ١٠٢، الصحاح ٦/ ٢٣٣٦، وينظر أيضًا: مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٧٧، المخصص ١٣/ ٢٨٨. (٤) قاله الفراء وابن السكيت وابن قتيبة والزجاج، ينظر: معاني القرآن للفراء ٣/ ٢٦٧، الإبدال لابن السكيت ص ١٣٤، تأويل مشكل القرآن ص ٣٤٤، أدب الكاتب ص ٣٧٦، غريب القرآن لابن قتيبة ص ٥٣٠، معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٣٣٢، وحكاه الأزهري عن الليث وابن الأعرابِيِّ في تهذيب اللغة ١٢/ ٢٨١، ١٣/ ٤١.