أنبياءً عاملينَ بطاعة اللَّه عزّ وجلّ، ونصب "كُلَّا" بـ "جعلنا"(١).
قوله:{وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا}؛ أي: وآتينا لوطًا، وقيل: هو منصوبٌ بإضمار فعل، تقديرُه: وأرسَلْنا لوطًا، وقيل: معناه: واذكر لوطًا (٢){آتَيْنَاهُ حُكْمًا} يعني: النُّبوةَ، وقيل: الفصل بين الخصوم بالحق {وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ}؛ أي: من أهل القرية {الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ} وهي سَدُومُ، وكان أهلُها يأتُون الذُّكرانَ في أدبارهم، ويتضارَطون في أنديتِهم، معَ أشياءَ أُخَرَ كانوا يعملونها من المنكرات {إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ (٧٤)} خارجين عن الطاعة مُصِرِّينَ على المعصية.
قولُه تعالى:{وَنُوحًا}؛ أي: واذكُرْ نوحًا (٣){إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ} يعني: من قبلِ إبراهيمَ ولوطٍ؛ لأنه كان قبلَهما، دعا على قومه بالهلاك فقال:{رَبِّ لَا تَذَرْ أَنهَارًا. . .} الآيةَ (٤)، {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ} وأتباعَه، يعني: من كان معه في سفينته {مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (٧٦)} يعني: الغرقَ يومَ الطُّوفان، والكربُ: أشدُّ الغمّ.
(١) {كُلا}: مفعول أول لـ {جَعَلنَا} والمفعول الثاني {صَالِحِينَ}، ينظر: التبيان للعكبري ص ٩٢٢، الدر المصون ٥/ ٩٩. (٢) ينظر في هذه الأوجه: معانِي القرآن للفراء ٢/ ٢٠٧، ٢٠٨، معانِي القرآن وإعرابه ٣/ ٣٩٨، ٣٩٩، إعراب القرآن للنحاس ٣/ ٧٥، البيان للأنباري ٢/ ١٦٣، عين المعاني ورقة ٨٤/ أ. (٣) أي أنه منصوب بفعل مضمر، ينظر: معاني القرآن للفراء ٢/ ٢٠٨، معاني القرآن وإعرابه ٣/ ٣٩٩، ويجوز أن يكون معطوفًا على {لوطا} في قوله: {وَلُوطًا آتَيْنَاهُ}، ينظر: إعراب القرآن للنحاس ٣/ ٧٥، الدر المصون ٥/ ١٠٠. (٤) نوح ٢٦.