قوله: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (٢٦)} يعني: فَلْيَتَشاحَّ المُتَشاحُّونَ، وقيل: فَلْيَرْغَبِ الرّاغِبُونَ، وقيل: فَلْيُسارِعِ المُسارعُونَ بالمبادرة إلَى طاعة اللَّه، {وَمِزَاجُهُ} يعني مَزاجَ شَرابِ الأبرار {مِنْ تَسْنِيمٍ (٢٧) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (٢٨)} التَّسْنِيمُ: اسم عَيْنٍ فِي الجنة، وهو شَرابٌ يَنْصَبُّ عليهم من عُلُوٍّ مَن جنة عَدْنٍ، مأخوذ من سَنامِ البَعِيرِ وَتَسْنِيمِ القُبُورِ (٤).
وقيل (٥): هو شَرابٌ اسمه تَسْنِيمٌ، وهو من أشرف الشراب، وَسُمِّيَ
(١) وهي أيضًا، قراءة النَّخْعِي والضَّحّاكِ وزيد بن عَلِيٍّ وأبِي حَيْوةَ وابن أبِي عَبْلةَ وطاوس وشقيق ابن سلمة، ينظر: السبعة ص ٦٧٦، تفسير القرطبي ١٩/ ٢٦٥، البحر المحيط ٨/ ٣٤٣. (٢) قاله الفراء في معانِي القرآن ٣/ ٢٤٨، والنَّقّاشُ في شفاء الصدور ورقة ٢٢٠/ ب، وينظر أيضًا: تهذيب اللغة ٧/ ٣١٣: ٣١٥، معانِي القراءات ٣/ ١٣١. (٣) البيت من الوافر، للفرزدق من قصيدة يمدح بها سليمان بن عبد الملك. التخريج: معانِي القرآن للفراء ٣/ ٢٤٨، طبقات فحول الشعراء ص ٤٦، عيون الأخبار ٢/ ٢٧، جامع البيان ٣٠/ ١٣٤، الاقتباس من القرآن ٢/ ١٦٣، مجمع الأمثال ٢/ ٢٥٢، المختار من شعر بشار ص ٢٣٧، الحلل في شرح أبيات الجمل ص ٦١، أساس البلاغة: فضض، أخبار النساء لابن القيم ص ١٧٩، التذكرة الحمدونية ٥/ ٤٤٠، تفسير القرطبي ١٣/ ١٤٨، ١٩/ ٢٦٥، شرح نهج البلاغة لابن أبِي الحديد ٥/ ١٧، اللسان: ختم، غلق، البحر المحيط ٧/ ٤٦، خزانة الأدب ١١/ ٢٤١، الكشكول ص ٦٢٢، التاج: غلق. (٤) قاله ابن قتيبة والنقاش، ينظر: غريب القرآن لابن قتيبة ص ٥٢٠، شفاء الصدور ورقة ٢٢٠/ ب، وينظر: زاد المسير ٩/ ٦٠، عين المعانِي ورقة ١٤٣/ أ، تفسير القرطبي ١٩/ ٢٦٦. (٥) قاله الضحاك ومقاتل والزجاج، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٣٥١، إعراب القرآن ٥/ ١٨٢، الكشف والبيان ١٠/ ١٥٦، زاد المسير ٩/ ٦٠.