وِلْدانِ المُؤْمِنِينَ أيْنَ هُمْ؟ فقال:"هُمْ في الجَنّةِ"، وسألتُ عن وِلْدانِ المشركين، فقال:"إنْ شِئْتِ أسْمَعْتُكِ تَضاغِيَهُمْ فِي النّارِ"(١)، ورُوِيَ أنهم مع آبائهم حيث كانوا (٢).
وعن سَلَمةَ بن يَزِيدَ الجُعْفِيِّ (٣) قال: "جِئْتُ أنا وَأخِي إلَى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقُلْنا له: إنَّ أُمَّنا هَلَكَتْ في الجاهلية، وكانت تَقْرِي الضَّيْفَ، وَتَصِلُ الرَّحِمِ، وتفعل وتفعل، فهل ذلك نافِعٌ أُمَّنا؟، قال: "لا"، قلنا: إنها وَأدَتْ أُخْتًا لَنا في الجاهلية لَمْ تَبْلُغ الحِنْثَ، فَهَلْ ذلك نافِع أُمَّنا؟ قال: "لا، الوائِدةُ والمَوْءُودةُ في النار، إلا أن تُدْرِكَ الوائِدةُ الإسْلَامَ فَيُغْفَرَ لَها" (٤).
قلتُ: وهذه الأحاديث تخالف ما رُوِيَ عن ابن عباس، والحديثَ الذي تقدم، واللَّه أعلم.
(١) رواه الإمام أحمد في المسند ٦/ ٢٠٨، والطبرانِيُّ في المعجم الأوسط ٢/ ٣٠٢، وينظر: الكامل في الضعفاء ٢/ ٧١، ٧/ ٢٠٧، مجمع الزوائد ٧/ ٢١٧ كتاب القَدَرِ: باب في أولاد المشركين، الدر المنثور ٤/ ١٦٨، والتَّضاغِي: الصِّياحُ والبُكاءُ. (٢) رُوِيَ هذا عن عائشة وابن عباس، رواه الإمام أحمد في المسند ٦/ ٨٤، والطبرانِيُّ في المعجم الكبير ٨/ ٨٧، ٨٨، ١١/ ١٤، وينظر: مجمع الزوائد ٥/ ٣١٦ كتاب الجهاد: باب ما نُهِيَ عن قتله من النساء وغير ذلك. (٣) سَلَمةُ بن يزيد بن مَشْجَعةَ بن المُجَمِّعِ بن مالك بن كعب الجُعْفِيُّ، ويقال: يَزِيدُ بن سَلَمةَ، والأول أصح، صحابِيٌّ من أهل الكوفة، رَوَى عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- [الإصابة ٣/ ١٣١ - ١٣٢، الوافي بالوفيات ١٥/ ٣١٩]. (٤) رواه الإمام أحمد في المسند ٣/ ٤٧٨، والنسائيُّ في السنن الكبرى ٦/ ٥٠٧ كتاب التفسير: سورة التكوير، وينظر: المعجم الكبير للطبرانِيِّ ٧/ ٣٩، شفاء الصدور للنقاش ورقة ٢١٤/ أ، الوسيط للواحدي ٤/ ٤٣٠، مجمع الزوائد للهيثمي ١/ ١١٨ كتاب الإيمان: باب في أهل الجاهلية.