أي: يؤمن ويتطهر من ذنوبه بالعمل الصالح، ومحل "ما" رفع بالابتداء، والهاء اسمُ "لَعَلَّ"، وخبره في {يَزَّكَّى}، {أَو يَذَّكَّرُ}؛ أي: يَتَّعِظُ بالقرآن {فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى (٤)}؛ أي: الموعظة، قرأه العامة:"فَتَنْفَعُهُ"(١) بالرفع نسقًا على قوله: {لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} و {يَذَّكَّرُ}، والفاء للعطف لا للجواب، والهاء في "تَنْفَعَهُ" نصب؛ لأنه مفعول لِلذِّكْرَى، وقرأ عاصمٌ فِي أكثر الروايات بالنصب على جواب "لَعَلَّ" بالفاء (٢)، وقيل (٣): على إضمار "أنْ"، ويجوز أن يُنصب ما بعدها كما قال الشاعر:
(١) قرأ عاصمٌ والأعرجُ وأبو حَيْوةَ وابنُ أبِي عَبْلةَ والزَّعْفَرانِيُّ وابنُ أبِي إسْحاقَ وعيسى بن عمر وَزِرُّ بن حُبَيْشٍ والسُّلَمِيُّ: "فَتَنْفَعَهُ" بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع، ينظر: السبعة ص ٦٧٢، تفسير القرطبي ١٩/ ٢١٤، البحر المحيط ٨/ ٤١٩. (٢) هذا مذهب الكوفيين، ينصبون الفعل في جواب "لعل"، كما يُنْصَبُ في جواب الأمر والنهي والنفي والتمني والاستفهام، قال الفراء: "ولو كان نصبًا على جواب الفاء لـ "لعل" كان صوابا، أنشدني بعضهم: عَلَّ صُرُوفَ الدَّهْرِ أوْ دُولَاتِها يُدِلْنَنا اللَّمّةَ مِنْ لَمّاتِها فَتَسْتَرِيحَ النَّفْسُ مِنْ زَفَراتِها". معانِي القرآن ٣/ ٢٣٥، وقال مثل ذلك في الآية ٣٧ من سورة غافر في معانِي القرآن ٣/ ٩. ووافق الكوفيين كُلٌّ من الزُّجّاجِ والأزهري وابن خالويه، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٢٨٣، معانِي القراءات ٣/ ١٢١، إعراب القراءات السبع ٢/ ٤٣٩، قال النحاس: "ولا يعرف البصريون جوابَ "لَعَلَّ" بالنصب". إعراب القرآن ٥/ ١٤٩، وينظر: ارتشاف الضرب ص ١٦٧٣، البحر المحيط ٨/ ٤١٩، الجنى الدانِي ص ٧٤. (٣) هذا مذهب البصريين، وهو أن الفعل منصوب بـ "أنْ" مضمرة بعد الفاء، ينظر: الكتاب ٣/ ٤٧، المقتضب ٢/ ٢٨، إعراب القرآن ٥/ ١٤٩، ١٥٠، الحجة للفارسي ٤/ ٩٨، الجنى الدانِي ص ٧٤، ٧٥. (٤) تقدم برقم ٢٥٩، ٣/ ٩٩.