وقال قتادة (١): هي النُّجُومُ والشَّمْسُ والقَمَرُ، قال اللَّه تعالى:{كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}(٢)، وقال عَطاءٌ (٣): هي السُّفُنُ تَسْبَحُ في الماءِ سَبْحًا.
{فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (٤)} قيل (٤): هي الملائكة سَبَقَتِ ابنَ آدَمَ بِالخَيْرِ والعَمَلِ الصّالِحِ، وقيل (٥): إنَّها تَسْبِقُ بأرواح المؤمنين إلَى الجنة.
وقيل (٦): لأنها تَسْبِقُ كُلَّ شَيْءٍ في السَّيْرِ؛ لأنها تَنْزِلُ من السماء وتصعد في يومٍ واحدٍ مِقْدارَ ألْفِ سَنةٍ، وهي تَسْبِقُ الرِّيحَ.
وقيل (٧): إنَّها رُوحُ المؤمن تَسْبِقُ إلَى مَلَكِ الموت، تُبادِرُ الخُرُوجَ إليه شَوْقًا إلَى اللَّه تعالى وَكَرامَتِهِ، وَشَوْقًا إلَى الجنة، وقال العَزِيزِيُّ (٨): هي الملائكة تَسْبِقُ الشَّياطِينَ بِالوَحْيِ إلَى الأنبياء، إذْ كانت الشياطينُ تَسْتَرِقُ السَّمْعَ.
(١) ينظر قوله في جامع البيان ٣٠/ ٣٩، معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٢٧٧ - ٢٧٨، الكشف والبيان ١٠/ ١٢٣، المحرر الوجيز ٥/ ٤٣١، زاد المسير ٩/ ١٦. (٢) الأنبياء ٣٣. (٣) ينظر قوله في جامع البيان ٣٠/ ٣٩، شفاء الصدور ورقة ٢٠٤/ أ، المحرر الوجيز ٥/ ٤٣١، زاد المسير ٩/ ١٦، تفسير القرطبي ١٩/ ١٩٣. (٤) قاله الحسن ومجاهد وأبو روق، ينظر: الوسيط ٤/ ٤١٨، زاد المسير ٩/ ١٧، تفسير القرطبي ١٩/ ١٩٣. (٥) قاله مجاهد ومقاتل وأبو روق، ينظر: شفاء الصدور ورقة ٢٠٤/ أ، زاد المسير ٩/ ١٧، تفسير القرطبي ١٩/ ١٩٣. (٦) ذكره النقاش بغير عزو في شفاء الصدور ورقة ٢٠٤/ أ، وينظر: الكشف والبيان ١٠/ ١٢٢، المحرر الوجيز ٥/ ٤٣١، عين المعانِي ورقة ١٤١/ ب. (٧) قاله ابن مسعود، ينظر: الكشف والبيان ١٠/ ١٢٢، المحرر الوجيز ٥/ ٤٣١، عين المعانِي ورقة ١٤١/ ب، تفسير القرطبي ١٩/ ١٩٣. (٨) يعني أبا بكر العَزِيزِيَّ السجستانِيِّ، ينظر: غريب القرآن له ص ١٧٢.