ذِكْرًا. {إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٢)} قال ابن عباس: يستمعون القرآن مستهزئين {لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ} يعني: ساهيةً. مشغولةً بالباطل عن الحق، معرضةً عن ذكر اللَّه، مأخوذٌ من قول العرب: لَهِيتُ عَنِ الشَّيْءِ: إِذا تَرَكْتَهُ (١).
وهو منصوبٌ على الحال من {يَلْعَبُونَ}(٢)، وقيل: لأنه نعتٌ تقدَّم الاسمَ، ومن حقَّ النعت أن يَتْبع الاسمَ في جميع الإعراب، فإذا تقدَّم النعتُ الاسمَ فله حالتان: فَصْلٌ ووصل، فحالُهُ في الفصل النصبُ، كقوله تعالى:{خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ}(٣)، {وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا}(٤) و {لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ}، قال الشاعر:
أراد: طلَلٌ موحِشٌ، وحالُه في الوصل حالُ ما قبلَه من الإعراب، كقوله
(١) ينظر: تهذيب اللغة ٦/ ٤٢٨، الصحاح ص ٢٤٨٧. (٢) يريد: من واو الجماعة في {يَلْعَبُونَ}، قاله الكسائي والفراء والزجاج، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٢/ ١٩٨، معانِي القرآن وإعرابه ٣/ ٣٨٣، إعراب القرآن للنحاس ٣/ ٦٣. (٣) القمر ٧. (٤) الإنسان ١٤. (٥) البيت من الوافر المَجزوء، لكُثَيِّرِ عَزّةَ، ورواية ديوانه: "لِعَزةَ"، ومن رواه: "لِمَيّةَ"، قال: إنه لذي الرمة، وسوف يتكرر البيت مرة أخرى ٥/ ١٣٤ من هذا الكتاب. اللغة: الخِلَلُ: جمع خِلّةٍ، وهي بطانة يُغَشَّى بها جفن السيف، تُنْقَشُ بالذهب وغيرِهِ. والشاهد فيه قوله: "موحشًا طللُ" فقد نصب "موحشًا" على الحال من "طللُ"، وكان في الأصل نعتًا له، فلما تقدم عليه صار حالًا منه. التخريج: ديوان كُثَيِّر ص ٥٠٦، الكتاب ٢/ ١٢٣، معاني القرآن للفراء ١/ ١٦٧، كتاب الشعر ص ٢٢٠، شرح أبيات سيبويه ٢/ ٥٩، الخصائص ٢/ ٤٩٢، عين المعاني ورقة ٨٣/ أ، أسرار العربية ١٤٧، شرح المفصل ٢/ ٥٠، ٦٢، اللسان: خلل، وحش، مغني اللبيب ص ١١٨، ٥٧١، ٨٦٥، شرح شواهد المغني ٢٤٩، خزانة الأدب ٣/ ٢١١، ٦/ ٤٣.