{وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ} وهي الكِيزانُ لا عُرَى لَها ولا آذانَ {كَانَتْ قَوَارِيرَا (١٥) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ} يعني: في بَياضِ الفِضّةِ وَصَفاءِ القَوارِيرِ، وهو الزُّجاجُ {قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا} على قَدْرِ الكَفِّ (٢)، وقيل (٣): قَدَّرُوا الكَأْسَ على قَدْرِ رِيِّهِمْ، لا تَزِيدُ ولا تَنْقُصُ من الرِّيِّ، وهو ألَذُّ الشَّرابِ.
قرأ العامة:{قَدَّرُوهَا} بفتح القاف والدال؛ أي: قَدَّرَها لهم السُّقاةُ والخَدَمُ الذين يطوفون بها عليهم، والضمير فِي {قَدَّرُوهَا} يعود على السُّقاةِ، وَرُوِيَ عن الشَّعْبِيِّ أنه قرأ:"قُدِّرُوها"(٤) بضم القاف وكسر الدال؛ أي: قُدِّرَتْ عليهم، فلا زيادة فيها ولا نقصان.
{وَيُسْقَوْنَ فِيهَا} يعني: في الجنة {كَأْسًا} خَبَرُ ما لم يُسَمَّ فاعِلُهُ، يعني
(١) رواه ابن أببِ شيبة في مصنفه ٨/ ٦٧، وينظر: الكشف والبيان ١٠/ ١٠٣، تفسير القرطبي ١٩/ ١٣٩. (٢) قاله ابن عباس والقرظي وأبو الربيع والضحاك، ينظر: جامع البيان ٢٩/ ٢٦٩، ٢٧٠، شفاء الصدور ١٩٣/ ب، الكشف والبيان ١٠/ ١٠٣، عين المعانِي ١٤٥/ ب، تفسير القرطبي ١٩/ ١٤١. (٣) قاله ابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة وابن زيد والفراء وابن قتيبة، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٣/ ٢١٧، غريب القرآن لابن قتيبة ص ٥٠٣، جامع البيان ٢٩/ ٢٦٩، إعراب القرآن للنحاس ٥/ ١٠٢، الكشف والبيان ١٠/ ١٠٣، الوسيط ٤/ ٤٥٣، تفسير القرطبي ١٩/ ١٤٢. (٤) وهي قراءة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وعَلِيٍّ وابنِ عَبّاسٍ والسُّلَمِيِّ وابن سِيرِينَ والشَّعْبِيِّ وقتادة وزيد بن عَلِيٍّ والجَحْدَرِيِّ وعُبَيْدِ بن عُمَيْر وأبِي حَيْوةَ وَأبانَ، والأصمعي عن أبِي عمرو، وابن عبد الخالق عن يعقوب، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٦٦، تفسير القرطبي ١٩/ ١٤١، البحر المحيط ٨/ ٣٨٩.