كَفَرْتُمْ" (١) على التقديم والتأخير، وقرأ أبو السَّمّالِ العَدَوِيُّ: "فَكَيْفَ تَتَّقُونِ" (٢) بكسر النون على الإضافة.
ثم زاد في وَصْفِ هَوْلِ ذلك اليومِ، فقال:{السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} ابتداء وخبر، يعني: مُنْشَقّةٌ بذَلِكَ اليَوْمِ من هوله لِنُزُولِ الملائكة، كما قال:{إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ}(٣)، {مُنْفَطِرٌ} نعت للسماء، وإنما أتى {مُنْفَطِرٌ} بغير هاء، والسماءُ مؤنثةٌ؛ لأنه بمعنى النَّسَبِ؛ أي: السماءُ ذاتُ انْفِطارٍ (٤)، وقيل (٥): إنما ذَكَّرَ لأن السماء بمعنى السَّقْفِ، والسَّقْفُ مُذَكَّرٌ، وقال الفراء (٦): السماء يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ، فأتى {مُنْفَطِرٌ} على التذكير، قال الشاعر:
(١) ينظر: الكشف والبيان ١٠/ ٦٤، تفسير القرطبي ١٩/ ٤٩. (٢) وهي أيضًا قراءة قَعْنَبٍ وحَفْصٍ في روايةٍ، ينظر: تفسير القرطبي ١٩/ ٥٠، النشر ٢/ ٣٩٣. (٣) الانفطار ١. (٤) هذا القول حكاه سيبويه عن الخليل في الكتاب ٢/ ٤٧، وينظر أيضًا: المذكر والمؤنث للمبرد ص ٩٤، ١١١، وقاله الزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٥/ ٢٤٣، وينظر: إعراب القرآن ٥/ ٦١، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٢١. (٥) قاله الخليل في العين ٥/ ٨١، وحكاه أبو حاتم عن يونس بن حبيب في المذكر والمؤنث ص ١٨١، وهو قولٌ آخَرُ للزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٥/ ٢٤٣، وللكسائي في شفاء الصدور ١٧٨/ أ، وينظر: المذكر والمؤنث لابن التستري ص ٨٣، إعراب القرآن ٥/ ٦١، وحكاه الأزهري عن الليث في التهذيب ٨/ ٤١٣، وينظر: مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٢١، تفسير القرطبي ١٩/ ٥١. (٦) معانِي القرآن ١/ ١٢٧، ١٢٨، ٣/ ١٩٩، المذكر والمؤنث للفراء ص ٩١. (٧) البيت من الوافر، للفرزدق يهجو الأصَمَّ الباهِلِيَّ، ورواية ديوانه: "وَلَوْ رَفَعَ الإلَهُ إلَيْهِ". التخريج: ديوانه ١/ ٣٣، معاني القرآن للفراء ١/ ١٢٨، ٣/ ١٩٩، جامع البيان ٢٩/ ١٧٣، إعراب القرآن للنحاس ٤/ ٣٦٣، إعراب ثلاثين سورة ص ٩٨، المخصص =