قوله:{إِنَّ لَدَيْنَا}؛ أي: عندنا {أَنْكَالًا} يعني: قُيُودًا عِظامًا في أرْجُلِ أهْلِ النار، لا تُفَكُّ أبَدًا، وقيل (٣): الأنْكالُ: الأغلال، واحدها: نِكْلٌ، {وَجَحِيمًا (١٢)} يعني: عظيمًا من النار {وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ} غير سائِغ يأخذ بالحلق، لا هو نازِلٌ، ولا هو خارِجٌ، وهو الغِسْلِينُ والزَّقُّومُ والضَّرِيعُ، {وَعَذَابًا أَلِيمًا (١٣)} وَجِيعًا.
(١) ويقال أيضًا: وَنَعْمَ عَيْنٍ، وَنَعْمةَ عَيْنٍ، وَنُعْمةَ عَيْنٍ، وَنُعْمَى عَيْنٍ، وَنُعْمَ عَيْنٍ، وَنَعامَ عَيْنٍ، وَنُعامَ عَيْنٍ، وَنِعامَ عَيْنٍ، وَنَعامةَ عَيْنٍ، وَنَعِيمَ عَيْنٍ، وَنُعامَى عَيْنٍ، هذا كله معناه: أفْعَلُ ذلك كَرامةً لَكَ وَإنْعامًا بِعَيْنِكَ، ومعناه أيضًا: أُقِرُّ عَيْنَكَ بِطاعَتِكَ واتِّباعِ أمْرِكَ، وهذه الصيغ كلها منصوبة عند سيبويه على إضمار الفعل المتروك إظهاره، قال سيبويه: "هذا باب ما ينتصب على إضمار الفعل المتروكِ إظْهارُهُ من المصادر فِي غير الدعاء، من ذلك قولك: حَمْدًا وَشُكْرًا لا كُفْرًا، وَعَجَبًا، وَأفْعَلُ ذَلِكَ وَكَرامةً وَمَسَرّةً وَنُعْمةَ عَيْنٍ وَحُبًّا، ونَعامَ عَيْنٍ". الكتاب ١/ ٣١٨ - ٣١٩، وقاله مثله في الكتاب ٢/ ٣٠٢. وحكى الأزهري هذه الصيغ عن الكسائي عن اللحيانِي في تهذيب اللغة ٣/ ١٠، وينظر أيضًا: الصحاح ٥/ ٢٠٤٤، تصحيح الفصيح وشرحه ص ٣٤٦، الكشاف ٤/ ١٧٧، اللسان: نعم، البحر المحيط ٨/ ٣٥٦. (٢) الوجهان قالهما النحاس ومكي، ينظر إعراب القرآن ٥/ ٥٨، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٢٠. (٣) قاله النقاش في شفاء الصدور ورقة ١٧٧/ أ، وقال القرطبي: "وقال الكَلْبِيُّ: الأنْكالُ: الأغْلَالُ، والأول أعْرَفُ في اللغة". الجامع لأحكام القرآن ١٩/ ٤٦، وينظرْ البحر المحيط ٨/ ٣٥٦.