ويجيء، ويقال: ما في الدّارِ دَيّارٌ؛ أي: ما بِها أحَدٌ، قال الشاعر:
٤٠١ - وَبَلْدةٍ [لَيْسَ] بِها دَيّارُ
لَا راكِبٌ يُرَى وَلَا سَيّارُ (١)
وهو "فَيْعالٌ" من الدوران من: دارَ يَدُورُ، على وزن: قام يقوم، ولا يُتَكَلَّمُ به إلّا في الجحد، يقال: ما في الدار أحَدٌ ولا دَيّارٌ، وأصله: دَيْوارٌ، ثم أُدْغِمَت الواو في الياء مثل القَيّام، أصله: قَيْوامٌ (٢)، وقال القُتَيْبِيُّ (٣): أصله من الدار؛ أي: نازِلٌ دارًا.
والمعنى: لا تَدَعْ منهم أحَدًا إلا أهْلَكْتَهُ {إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ} شرط {يُضِلُّوا عِبَادَكَ} جواب الشرط {وَلَا يَلِدُوا} عطف عليه {إِلَّا فَاجِرًا} خارجًا عن طاعتك {كَفَّارًا} لِنِعَمِكَ، والمعنى: ولا وَلَدُوا كقوله: {فَلَا يُؤْمِنُوا}(٤)، معناه: فَلَا آمَنُوا.
(١) البيتان من مشطور السريع، لِجَرِيرٍ، والأول فقط في ملحقات ديوانه، وبعدهما: تَنْشَقُّ فِي مَجْهُولِها الأبْصارُ التخريج: ملحق ديوان جرير ص ١٠٢٩، أمالي القالي ١/ ٢٥٠، والأول في الزاهر لابن الأنباري ١/ ٢٦٤. (٢) قال الفراء: "وقوله: {دَيَّارًا} وهو من: دُرْتُ، ولكنه، "فَيْعالٌ" من الدَّوَرانِ، كما قرأ عمر ابن الخطاب: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}، وهو من: قُمْتُ". معانِي القرآن ٣/ ١٩٠، وينظر: معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٢٣١، شفاء الصدور ورقة ١٦٩/ ب، التهذيب ١٤/ ١٥٤، الصحاح ٢/ ٦٦٠، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤١٣. (٣) قال ابن قتيبة: "دَيّارًا؛ أي: أحَدًا، ويقال: ما بالمنازل دَيّارٌ أي: ما بِها أحَدٌ، وهو من الدّارِ؛ أي: لَيْسَ بِها نازِلٌ دارًا". غريب القرآن ص ٤٨٨. (٤) يونس ٨٨.