وعن أُبَيِّ بن كعب -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنْ قَرَأ سُورةَ {تَبَارَكَ} فَكَأنَّما أحْيا لَيْلةَ القَدْرِ" (٢).
ورُوِيَ عنه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "مَنْ قَرَأ سُورةَ {تَبَارَكَ} خَرَّ إسْرافِيلُ لِرُكْبَتَيْهِ، وقال: نَعَمْ! تَبارَكَ اللَّهُ كيف يصنع ما يشاء، وكيف يَصْنَعُ كاتِباكَ؟ فَيُنادِي مُنادٍ: قد (٣)، كاتباه أحْصِيا أجْرَ جَزائِهِ".
و {تَبَارَكَ} تسمى المانعة، تَمْنَعُ قارِئَها مِنْ شَرِّ الشياطين والإنس والجنِّ، وتمنعه في الآخرة من عذاب القبر.
وعن عَلِيِّ بن أبِي طالب -كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ- أنه قال: "مَنْ قَرَأها يَجِيءُ يَوْمَ القِيامةِ عَلَى أجْنِحةِ المَلَائِكةِ، وَلَهُ وَجْهٌ فِي الحُسْنِ كَوَجْهِ يُوسُفَ عليه السلام" (٤).
وعن ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- قال: "إذا وُضِعَ المَيِّتُ فِي قَبْرِهِ يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ، فَيُقالُ: لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِ سَبِيلٌ؛ لأنه قد كان يقوم بِسُورةِ المُلْكِ، ثم يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ، فَيَقُولُ لِسانُهُ: لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِ سَبِيلٌ؛ لأنه قد كان يَقْرَأُ بِسُورةَ المُلْكِ"، ثم قال: هي المانعة من عذاب القبر، وهي فِي التَّوْراةِ سُورةُ المُلْكِ، مَنْ قَرَأها فَقَدْ أكْثَرَ وَأطْيَبَ"(٥).
(١) رواه الإمام مالك في الموطأ ١/ ٢٠٩ كتاب القرآن: باب ما جاء في قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، و {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}، وينظر: الوسيط ٤/ ٣٢٥، الدر المنثور ٦/ ٢٤٧. (٢) ينظر: الوسيط ٤/ ٣٢٥، الكشاف ٤/ ١٤٠، مجمع البيان ١٠/ ٦٦، تفسير البيضاوي ٥/ ٣٤٢. (٣) يبدو أن هنا سقطًا، وهذا الحديث لَمْ أعثر له على تخريج. (٤) ينظر: عين المعانِي ورقة ١٣٥/ ب، بصائر ذوي التمييز ١/ ٤٧٥. (٥) رواه عبد الرزاق في مصنفه ٣/ ٣٧٩، ٣٨٠ كتاب فضائل القرآن، وينظر: شفاء الصدور =