وعن أبِي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا يَجْتَمِعُ الشُّحُّ والإيمانُ فِي قَلْبِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ، ولا يَجْتَمِعُ غُبارٌ فِي سَبيلِ اللَّهِ ودُخانُ جَهَنَّمَ فِي جَوْفِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ" (٢).
ورَوَى ابنُ ربيعة (٣) قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن فِي الجَنّةِ شَجَرةً تُسَمَّى السَّخاءَ، منها يَخْرُجُ السَّخاءُ، و [فِي النار شَجَرةٌ تُسَمَّى](٤) الشُّحَّ، منها يَخْرُجُ الشُّحُّ، ولَنْ يَلِجَ الجَنّةَ شَحِيحٌ، فإذا ابْتَغَيْتُم المعروفَ فَفِي حُسّانِ الوُجُوهِ من الرِّجالِ فابْتَغُوهُ".
قوله تعالى:{لَأَنْتُمْ} يعني المؤمنين {أَشَدُّ رَهْبَةً} يعني: خوفًا {فِي صُدُورِهِمْ} يعني اليهود والمنافقين {مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ} يريد الخوف {بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ
(١) هذا الحديث رُوِيَ عن ابن عمر وأبِي هريرة وجابر رضي اللَّه عنهم، رواه الإمام أحمد في المسند ٢/ ١٥٩، ١٩١، ١٩٥، ٤٣١، ٣/ ٣٢٣، ومسلم في صحيحه ٨/ ١٨ كتاب البر والصلة والآداب: باب تحريم الظلم، والطبرانِي فِي المعجم الأوسط ٣/ ٣٤٠، ٧/ ٢٧، ٨/ ٢٥٦. (٢) رواه الإمام أحمد في المسند ٢/ ٤٤١، والنسائي في سننه ٦/ ١٣ كتاب الجهاد: باب فضل من يجاهد فِي سبيل اللَّه، وابنُ أبِي شيبة في مصنفه ٤/ ٥٨٨ كتاب الجهاد: باب ما ذكر في فضل الجهاد. (٣) هو زيادة بن ربيعة كما ذكر العجلوني في كشف الخفاء. (٤) ما بَيْنَ المعقوفتين زيادة يقتضيها السياق؛ فقد جاء النص في الأصل: "وفيها شجرة الشح"، والضمير فِي هذه الحال يعود على الجنة، والشح إنما هو شجرة فِي النار، والحديث رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٧/ ٢٤١، وينظر: الدر المنثور ٦/ ١٩٧، كنز العمال ٣/ ٦٥٢، ٦/ ٥٧٨، كشف الخفاء ١/ ١٧٧.