رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (١)، وهو الاختيار؛ لأن المَجْلِسَ يُؤَدِّي معناه عن المَجالِسِ كُلِّها مَجْلِسُ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وغَيْرِهِ.
وقوله:{فَافْسَحُوا}؛ أي: أوْسِعُوا، يقال: فَسَحَ يَفْسَحُ فَسْحًا: إذا أوْسَعَ في المَجْلِسِ، وقوله:{يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ} يعني: يُوَسِّعِ اللَّهُ لكم الجنةَ والمجالس فيها، وهو جواب الأمر، وفيه معنى المجازاة.
قوله:{وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا} قرأ أهل المدينة والشام وعاصم بضم الشين، وقرأ الآخرون بكسرها (٢)، وهما لغتان (٣)، والمعنى: قُومُوا وتَحَرَّكُوا وارْتَفِعُوا عن مواضعكم حتى تُوسِعُوا لغيركم، ومنه يقال: قَعَدَ على نَشَزٍ من الأرض؛ أي: على مكان مرتفع، وقيل: معناه: انْهَضُوا إلى الصلاة والجهاد والذِّكْرِ وعَمَلِ الخَيْرِ، ولا تُقَصِّرُوا {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} وهذا أيضًا جواب الأمر، والعِلْمُ نصب على خَبَرِ ما لَمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ،
= وقرأ الباقون بالإفراد، ينظر: السبعة ص ٦٢٨، ٦٢٩، المحتسب ٢/ ٣١٥، تفسير القرطبي ١٧/ ٢٩٧، البحر المحيط ٨/ ٢٣٥، الإتحاف ٢/ ٥٢٧. (١) قاله مجاهد وقتادة والزجاج والنحاس، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ١٣٩، إعراب القرآن ٤/ ٣٧٨، الحجة للفارسي ٤/ ٣٥، الوسيط للواحدي ٤/ ٢٦٥، تفسير القرطبي ١٧/ ٢٩٦. (٢) قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي والأعمش والحسن وطلحة: "انْشِزُوا" بكسر الشين، ورُوِيتْ عن أبِي بكر عن عاصم، وقرأ الباقون وحَفْصٌ عن عاصم بضم الشين، ينظر: السبعة ص ٦٢٩، تفسير القرطبي ١٧/ ٢٩٩، البحر المحيط ٨/ ٢٣٥، الإتحاف ٢/ ٥٢٧. (٣) قال الفراء: "وهما لغتان، كقولك: "يَعْكِفُونَ" و"يَعْكُفُونَ"، و"يَعْرِشُونَ" و"يَعْرُشُونَ". معاني القرآن ٣/ ١٤١، وينظر: إعراب القرآن ٤/ ٣٧٩، تهذيب اللغة ١١/ ٣٠٤، معاني القراءات ٣/ ٦١، الحجة للفارسي ٤/ ٣٥ - ٣٦.