ابن أحمد (١): وإمامٌ في الآية جَمْع؛ لأنه المفعول الثاني لـ "جَعَلَ"، والمفعول الأول جمعٌ أيضًا، والثاني هو الأول، فوجَبَ أن يكون جمعًا واحِدُه: آمٌّ؛ لأنه قد سُمِعَ هذا في واحِدِهِ، قال اللَّه سبحانه:{وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ}(٢)، فهذا جمع آمٍّ مُسَلَّمًا".
ب- وفي قوله تعالَى:{فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى}(٣)، قال الجِبْلي (٤): "و {وإِن} في معنى "قَدْ"؛ أي: فذَكِّرْ قدْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى، قال الكِسائِيُّ (٥): سَمِعْتُ العرب تقول: إِنْ قامَ زَيْدٌ، وظَنَنْتُهُ شَرْطًا، قال: فسألتُهُم فقالوا: نريد: قدْ قام زيدٌ، وليس نريد: ما قام زيد".
٢ - علة التشبيه: ومن أمثلتها عنده:
أ- في قوله تعالى:{لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ}(٦)، قال الجِبْلي (٧): "وإنما بُنِيا على الضمِّ دون الفتح والكسر؛ لأنهما أشبَها المنادى المفرَد، إذ المنادى يُعْرَبُ إذا أُضِيفَ أو نُكِّرَ، كما يُفعَلُ بهما، فبُنِيا على الضمِّ كما بُنِيَ المنادى المفرَد، وهما مرفوعان على الغاية".
ب- وفي قوله تعالى:{يسَ}، قال الجِبْلي (٨): "فإن قيل: لِمَ عُدَّ {يسَ} آيةً