وعن ابن عمر وابن عباس -رضي اللَّه عنهما- قالا: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يقول اللَّه تعالى: "هَلْ جَزاءُ مَنْ أنْعَمْتُ عليه بِمَعْرِفَتِي وتَوْحِيدِي، إلا أنْ أُسكِنَهُ جَنَّتِي وحَظِيرةَ قُدْسِي بِرَحْمَتِي" (١).
قوله تعالى:{وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} يعني: من دون جَنَّتَيِ المُقَرَّبِينَ والصِّدِّيقِينَ والشُّهَداءِ في الفضل جَنَّتانِ، وهما جنة الفردوس وجنة المأوى.
ثم نعتهما، فقال: {مُدْهَامَّتَانِ (٦٤)}؛ أي: دَهْماوانِ من شِدّةِ الخُضرةِ (٢)، مأخوذ من الدُّهْمةِ، وهو كل نبات أخضر، يقال: ادْهامَّ الزَّرْعُ: إذا عَلَاهُ السَّوادُ ريًّا ادْهِيْمامًا، فهو مُدْهامٌّ (٣) {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (٦٦)} نعت "عَيْنانِ"؛ أَي: فَوّارَتانِ بالماء لا ينقطع، والنَّضْخُ بالخاء المعجمة عند العرب: الرَّشُّ، والنَّضْحُ بالحاء المهملة: دونه (٤)، قيل (٥): ينضح المسك والعنبر على دورهم، كما ينضح المطر في دُورِ أهْلِ الدنيا.
= ٢٧/ ١٩٩، الكشف والبيان ٩/ ١٩٢، الوسيط ٤/ ٢٢٧، تفسير القرطبي ١٧/ ١٨٢، الدر المنثور ٦/ ١٤٩، كنز العمال ٢/ ٤٣، ٥١٧. (١) ينظر: شفاء الصدور ورقة ٩٠/ ب، الكشف والبيان ٩/ ١٩٢، تفسير القرطبي ١٧/ ١٨٣. (٢) قاله ابن قتيبة في غريب القرآن ص ٤٢٢، وجعله ابن الأنباري من الأضداد في كتابه الأضداد ص ٣٤٨، وينظر أيضًا: جمهرة اللغة ٢/ ٦٨٤، ياقوتة الصراط ص ٤٩٩، شفاء الصدور ورقة ٩٠/ ب، غريب القرآن للسجستانِيِّ ص ١٥٢. (٣) حكاه الأزهري عن الليث في التهذيب ٦/ ٢٢٤، وينظر: الصحاح ٥/ ١٩٢٤، الوسيط ٤/ ٢٢٨. (٤) قال ابن قتيبة: "والنَّضْخُ أكْثَرُ من النَّضْحِ". غريب القرآن ص ٤٤٣، وقال الأزهري: "الليث: النَّضْحُ كالنَّضْخِ، رُبَّما اتَّفَقا، ورُبَّما اخْتَلَفا، وقال ابن الفَرَج: سمعتُ جماعة من قيس يقولون: النَّضْحُ والنَّضْخُ واحد، وقال أبو زيد: نَضَحْتُهُ ونَضَخْتُهُ بمعنى واحد". التهذيب ٤/ ٢١١ - ٢١٢، وينظر: شفاء الصدور ورقة ٩٠/ ب، الصحاح ١/ ٤٣٣. (٥) قاله أنَسٌ وابن عباس وابن مسعود، ينظر: شفاء الصدور ورقة ٩٠/ ب، الكشف والبيان ٩/ ١٩٣، تفسير القرطبي ١٧/ ١٨٤، البحر المحيط ٨/ ١٩٧.