السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، فَأتْبَعُوا الخَبَرَ الخَبَرَ، وقرأ الباقون بفتح النون وضم الراء (١)، واختاره أبو حاتم، وقرأ ابن عامر:{أَيُّهُ الثَّقَلَانِ} بضم الهاء، ومثله في النور والزخرف (٢).
ومعنى الآية: سَنَقْصِدُ لَكُمْ ونُجازِيكُمْ، وسَنُجازِيكُمْ على أعمالكم بما تَسْتَحِقُّونَ عليها أيُّها الثَّقَلَانِ، وليس معنى قوله:{سَنَفْرُغُ لَكُمْ} عن شغل، وإنما هو من كلام العرب، تقول: سَأفْرُغُ لك، تريد بذلك تَوَعُّدًا وتَهَدُّدًا، أي: أقْصِدُ قَصْدَكَ (٣).
قوله تعالى: {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (٣٣)} الأقطار جمع قُطْرٍ، وهي الجوانب والنواحي والأطراف، وإنما قال:"إنِ اسْتَطَعْتُمْ"، وَلَمْ يقل: اسْتَطَعْتُما؛ لأنهما فريقان في حال الجمع، كقوله تعالى:{فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ}(٤)، وقوله:{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ}(٥).
= ابن خالويه ص ١٥٠، إعراب القراءات السبع ٢/ ٣٣٦، تفسير القرطبي ١٧/ ١٦٩، البحر المحيط ٨/ ١٩٢، الإتحاف ٢/ ٥١١. (١) قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وعيسى بن عمر: {سَنَفْرُغُ}، وهي لغة الحجاز. ينظر: السبعة ص ٦٢٠، تفسير القرطبي ١٧/ ١٦٩، الإتحاف ٢/ ٥١١. (٢) النور ٣١، والزخرف ٤٩، وينظر ما سبق فِي هذه القراءة في سورة النور ١/ ٣٢٢. (٣) قاله النقاش في شفاء الصدور ورقة ٨٧/ ب، وينظر: الصناعتين للعسكري ٢٠٤، ٢١٣. (٤) النمل ٤٥. (٥) الحج ١٩.