- ما أورده في شرحه لقوله تعالى:{وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ}(١)، فقد أورد فصلًا ذَكَر فيه أحاديثَ في فضل النِّكاح، وممّا وَرَد في هذا الفصل قولُه (٢): "ويُسْتَحَبُّ له أن يتزوَّج الأبكار، ولا يتزوجَ عجوزًا ولا عاقرًا، لما رُوِيَ عن ابن عُمر -رضي اللَّه عنه- أنّ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "عليكم بالأبكار، فإنّهنَّ أعذب أفواهًا وأَنْتَقُ أرحامًا، وأَسْمَنُ أَقْبالًا، وأرضى باليسير من العمل"، ومعنى قوله عليه السّلام: "أنتق أرحامًا"؛ يعني: كثيرة الولد، يقال: امرأة ناتِقٌ؛ أي كثيرة الأولاد"، قال الشاعر:
- ما أَوْرده في قوله تعالى:{فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا}(٣) فقد قال الجِبْلي (٤): "أَماراتُها وعلاماتُها منَ انشقاق القمر وخروج النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، والأَشْراطُ واحدُها: شَرَطٌ، وأصلُ الإشراطِ: الإعلامُ، يقال: أَشْرَطَ نَفْسَهُ للأمر: إذا جَعَلَ نَفْسَهُ عَلَمًا فيه، وبهذا سُمِّيَ أصحابُ الشُّرَطِ، لِلُبْسِهِم لِباسًا يكون علامةً لهم، ومنه قيل: الشَّرْطُ في البيع وغيره؛ لأنه علامة من المتبايعَيْنِ، ويقال: أَشْرَطَ فُلانٌ نَفْسَهُ في عمل كذا؛ أي: أَعْلَمَها وجَعَلها له، قال أوسُ بن حُجْرٍ يصفُ رَجُلًا يُدَلِّي بحَبْلٍ من رأس جبلٍ إلى نَبِقَةٍ ليقطَعها ويتَّخذَ منها قَوْسًا:
فأَشْرَطَ فيها نَفْسَهُ وهْوَ مُعْصِمٌ... وأَلْقَى بأسبابٍ لهُ وتَوَكَّلا".